يصادف اليوم الذكرى الـ90 لميلاد الفنانة المصرية شادية، التي رحلت عن عالمنا عام 2017، تاركة خلفها إرثا فنيا كبيرا، يضم أعمالًا حجزت ركنا في ذاكرة محبي الفن في مصر والوطن العربي.

وُلدت فاطمة أحمد كمال شاكر المعروفة بـ"شادية"، في الثامن من فبراير عام 1931، في محافظة القاهرة، وبدأت مسيرتها الفنية في السادسة عشر من عمرها، بالغناء في فيلم "المتشردة"، بعدما وقع اختيار المخرج أحمد بدرخان عليها عقب سماعه صوتها.

واستمرت مسيرتها بعد ذلك، وتقدم حوالى 112 فيلما، و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، ليصنفها النقاد كواحدة من أهم نجوم الدراما العربية عبر تاريخها.

درس العمر

وبسبب طبيعة عملهم الذي ينشد الحقيقة، يتقرب الصحفيون من الفنانين وتجمعهم مواقف، بعضها يصبح درسا لا ينسى، كما حدث بين الصحفي أحمد عفيفي، الذي تعلم "درس العمر"، كما يقول، خلال موقف مع شادية في بداية حياته المهنية التي بدأت قبل 40 عاما.

يحكي عفيفى لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه بداية عمله بالصحافة في مطلع الثمانينيات، طُلب منه إجراء حوار مع الفنانة شادية، ليقوم بالاتصال الهاتفي التمهيدي، قائلا لها: "أنا صحفي صغير يتمنى أن يكبر بحديث معكِ".

وردت شادية بأنها تفضل أن تجري الحوار معه وجها لوجه، في اليوم التالي لحفلتها في النادي الأهلي.

وفي الموعد المحدد لإجراء الحوار، اتصل عفيفي بالفنانة شادية، وخلال الاتصال سألته عن رأيه في أدائها خلال حفلتها الأخيرة، ليرد عفيفي بسذاجة، كما يقول: "لم أتمكن من مشاهدة الحفلة"، مما أغضب الفنانة المصرية.

وعاتبته قائلة: "كيف تكون حريصاً على مقابلتي؟! وأنت لم تشاهد حفلاً لفت نظرك إليه، أنا حقًا حزينة".

وتابعت شادية: "هذا درس مهم لك في بداية حياتك المهنية، الأمر لا يتعلق بكوني نجمة أو فنانة عادية، لكن كيف تجري معي حوار دون مشاهدة حفلتي الأخيرة؟! ربما مشاهدتك لها، تتيح لك مزيداً من الأسئلة".

ورغم محاولات عفيفي الاعتذار، طالبته شادية: "أرجو أن تنهي المكالمة، لأنني لا أفضل أن أنهيها أنا".

وكانت خيبة عفيفي كبيرة، بعدما أضاع فرصة كبيرة من يده في بداية رحلته المهنية بسبب عدم إدراكه للحس الأنثوي عند النجمات، وفق تعبيره، ولم يستطع عفيفي أن يقابل شادية منذ ذاك اليوم.

أخبار ذات صلة

"معبودة الجماهير".. مساحة إبداعية يصعب ملؤها
شادية.. رحيل "دلوعة السينما"

قائمة أفضل 100 فيلم مصري

وتضم قائمة أفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين، أربع أفلام شاركت في بطولتها شادية، وهم: اللص والكلاب، الزوجة رقم 13، مراتي مدير العام، وشيء عن الخوف، في ظاهرة تبرز التأثير الكبير للفنانة المصرية خلال مسيرتها الفنية عبر الشاشة الكبيرة.

وشاركت الفنانة المصرية في مسرحية وحيدة، في نهاية حياتها الفني، وهي مسرحية "ريا وسكينة"، التي أكد أحمد بدير، في تصريحات صحفية، أن سبب إقبال الجمهور غير المسبوق عليها كان رغبتهم في رؤية الفنانة الكبيرة شادية على خشبة المسرح، للمرة الأولى.

يذكر أن أن عرض مسرحية "ريا وسكينة" استمر لمدة أربع أعوام.

في وداع شادية
2+
1 / 6
قدمت شادية أكثر من 100 فيلم للسينما
2 / 6
رحلت النجمة الكبيرة عن عمر ناهز 86 عاما
3 / 6
حضر عدد كبير من الأشخاص جنازتها
4 / 6
توفيت شادية بعد صراع مع المرض
5 / 6
اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر
6 / 6
أعلنت اعتزال الفن عام 1986

ألقاب الجمهور

وإلى جانب الاسم الفني "شادية"، عرفت الفنانة المصرية بلقبها الشهير "دلوعة السينما المصرية"، بسبب رقتها وعذوبة أدائها، وكان الكاتب الصحفي المصري محمد بديع سربيه، أول من أطلق عليها هذا اللقب من خلال أحد العناوين الصحافية في مجلة "الموعد"، ليلتصق بها إلى الأبد.

وعرفت أيضًا بلقب "معبودة الجماهير"، بسبب الفيلم الذي حمل نفس الاسم وقدمت بطولته أمام الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.

كما احتفى محرك البحث "غوغل" بذكرى ميلاد الفنانة شادية، حيث استبدل علامته بصورة للفنانة الراحلة، كعادته بالاحتفال بالشخصيات البارزة.