عند السير في منطقة بولاق أبو العلا، أو وكالة البلح، كما يطلق عليها، خلف مبنى ماسبيرو الشهير على كورنيش النيل بوسط القاهرة، لابد أن تطالع عيناك لافتة مكتوب عليها "متحف المركبات المكلية"، في مبنى ظل لمدة تقترب من 20 عاما يبدو مهجورا.

ولكن إن دخلت هذا المبنى حاليا، ستنبهر بما يوجد داخله من مركبات ملكية تاريخية، يزخر بها هذا المكان الذي يعد من أقدم المتاحف النوعية على مستوى العالم.

فمنذ العام 2002، تم إغلاق المتحف ليخضع للتطوير والترميم في عملية تكلفت أكثر من 60 مليون جنيه، بحسب ما صرح به أمين محمود الكحكي، مدير المتحف، لموقع سكاي نيوز عربية.

عملية التحديث التي لم تخل من عراقيل وتوقفات، بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد، وفقا للكحكي.

وفي نهاية أكتوبر الماضي، أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي افتتاح المتحف، ليعاود إبهار الزائرين بمقتنيات تجمع بين الفن والجمال التاريخ المصري.

وبدأت مصر في الفترة الأخيرة إيلاء إهتمام كبير لتحديث خريطة السياحة الثقافية بالبلاد.

متحف المركبات الملكية.. روائع تحكي أمجاد مصر
12+
1 / 16
عربة الآلاي الكبرى.. هدية من الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون
2 / 16
قاعة الاحتفالات الرسمية تحاكي الشارع المصري في عهد الملكية
3 / 16
النافورة الشهيرة بمدخل المتحف ومبنى وزارة الخارجية المصرية
4 / 16
زاوية أخرى لقاعة الاحتفالات الرسمية
5 / 16
مكتب أثري نادر وتمثال من البرونز صنع مخصوص في فرنسا
6 / 16
قاعة كبار الزوار وتشمل الهدايا المهداة للأسرة العلوية
7 / 16
مركبات مهداة إلى الأسرة العلوية في مناسابت مختلفة
8 / 16
أزياء خاصة ذات طابع مميز لسائقي الخيول والمركبات الملكية
9 / 16
الزوار انبهروا بتاريخ مصر في عهد الملكية
10 / 16
حناطير كان يستخدمها كبار المسؤولين في مصر الملكية
11 / 16
دورات تثقيفية متحفية للأطفال
12 / 16
ساعات ونياشين ولوحات زيتية تخص الخديو إسماعيل والملك فاروق
13 / 16
لوحات شرح برطيقة برايل لمكفوفي البصر
14 / 16
أحد مكفوفي البصر يعتمد على لوحة برايل داخل المتحف
15 / 16
محاكاة الشارع المصري خلال الملكية
16 / 16
عربة الآلاي الكبرى

ولا يعتمد متحف المركبات الملكية فقط على فكرة كونه متحف يعرض مقتنيات تاريخية، بل عمل المسؤولون عن تطويره على مراعاة أحدث الوسائل التي تراعي حقوق الإنسان للزائرين، وكذلك مراعاة الفئات الخاصة، وفقا لما أكده مدير المتحف في تصريحاته لموقع سكاي نيوز عربية.

وقال الكحكي إن متحف المركبات الملكية هو الأول في مصر الذي يراعي كفيفي البصر وأصحاب الهمم، باعتماد وسائل برايل لشرح المقتنيات لهذه الفئات، وكذلك توجد به ممرات خاصة ودورات مياه مخصصة لهم أيضا.

وأوضح أن الدخول مجانا لهذه الفئات كذلك، كما تقوم إدارة التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بتنظيم دورات تثقيفية متحفية لهم، ويتم تنظيم دورات تربية متحفية للأطفال على مستوى الجمهورية وكل هذا مجانا تماما، إيمانا بالدور المجتمعي المهم لإدارة المتاحف التابعة لوزارة الآثار.

تاريخ على عجلات

ويروي المتحف تاريخ المركبات الملكية بمصر خلال العصر الحديث، والتي استخدمت في أغراض التنقل والاحتفالات المهمة والرسمية.

أنشيء المتحف في عهد الخديوي إسماعيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبدأ بتخصيص مبنى للمركبات الخديوية والخيول بحي بولاق أبو العلا، وتم تسميته في بداية الأمر "مصلحة الركائب الخديوية".

وفي عهد الملك فؤاد الأول أطلق عليه اسم "إدارة الاسطبلات الملكية"، وتم تحويل المبنى إلى متحف تاريخي بعد ثورة يوليو1952.

 وفي عام 2002 تم إغلاق المتحف للبدء في تنفيذ مشروع متكامل لترميمه وتطويره ولكن توقف المشروع عام 2011، واستأنفت الأعمال مرة أخرى في عام 2018.

أخبار ذات صلة

مصر تفتتح 3 متاحف كبرى
وقعت في غرام التاريخ..ربة منزل تشرف على متحف للواحات المصرية

قطع فنية على عجلات

وبمجرد أن تدخل من بابه، تشعر وكأنك انتقلت إلى مصر الملكية بطابعها الخاص ومذاقها الذي أبهر العالم ولا زال.

مركبات الملوك وكبار المسئولين التي تبدو من الخارج مجرد "حناطير" ولكن ما أن تمعن النظر داخلها تنبهر بمدى فراهتها وجمالها الذي يضاهي أفخر السيارات العالمية حاليا من الداخل.

أزياء بعض الأمراء وحكام مصر وكذلك سائقي الخيول والمركبات تزين قاعات عرض المتحف أيضا.

وتبلغ مساحة المتحف الكلية 6175 متر مربع، ويتكون مجموعة من القاعات هي: قاعة الأنتيكاخانة والتي تعرض العربات والمركبات المهداة إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وقاعة كبار الزوار التي تضم عددا من المقتنيات النادرة الخاصة بالخديوي إسماعيل والأسرة العلوية، منها صالون ومكتب أثري، وصندوق موسيقى، وجراموفون، ومجموعة من اللوحات الزيتية وصور فوتوغرافية خلال رحلات الصيد.

كذلك يضم المتحف قاعة الاستقبال التي بها شاشة للعرض السينمائي لعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية عن المركبات الملكية وتاريخ المتحف ومقتنياته، وقاعة الاحتفالات التي تحاكي الشارع المصري في العصور الملكية وتعرض أندر أنواع المركبات، وقاعة المناسبات الملكية التي تضم مجموعة من العربات التي كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الملكية المختلفة.

أما قاعة الحصان فتعرض الملابس الخاصة بالعاملين على العربات الملكية والاكسسوارات الخاصة بالخيول، بالإضافة إلى نافورة مازالت تعمل حتى الآن.

ويضم المتحف مجموعة من 470 قطعة أثرية رائعة الجمال من أبرزها 40 عربة ملكية مختلفة الأحجام والأنواع، ومجموعة من أطقم الخيول ولوازمها. ومن أشهر العربات الملكية هي العربة المعروفة باسم عربة الآلاي الكبرى الخصوصي، والتي تمتاز بدقة صناعتها وفخامة زخرفتها، وهي مهداه من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجته الإمبراطورة أوجيني، للخديوي إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م، بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب والذين ترتبط وظائفهم بالعربات، حيث كانوا يرتدون ملابس ذات طابع خاص تتميز بزخارف ملونة بألوان زاهية.

ويعرض المتحَف أيضا مجموعة نادرة من لوازم الخيول من سروج، وركائب، بعضها مثبت عليه حليات مثل التيجان الملكية والنجوم والأهلّة المصنوعة من النحاس المطلي بالذهب، فضلا عن مجموعة متنوعة من النياشين ولوحات زيتية للملوك والأميرات التي يرجع تاريخها إلى نفس الحقبة التاريخية.

المتحف مفتوح للزيارة أمام الجمهور طوال أيام الأسبوع، ومتاح به التصوير مجانا بكاميرا الهاتف للجميع.

وقال الكحكي:"بعد إعادة افتتاحه وجدنا ردود فعل كبيرة من الجمهور فكبار السن الذين تتخطى أعمارهم الستين عاما يتذكرون أمجاد هذه الحقبة الزمنية الملكية من تاريخ مصر والتي عايشوها".