حالة كبيرة من الاستياء تسود العاملين بالقطاع السياحي في المغرب بسبب التدابير الاحترازية الجديدة التي فرضتها الحكومة المغربية ابتداء من اليوم الأربعاء للوقاية من انتشار فيروس كورونا، والتي تقضي بحظر التجول الليلي لمدة ثلاثة أسابيع، وتحديد مواعيد إغلاق المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية، والإغلاق الكلي للمطاعم بالنسبة لمدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة وأكادير.

هذا القرار عجل بإلغاء الحجوزات بمجموعة من الفنادق والمطاعم والمؤسسات السياحية، الأمر الذي كبد هذه الأخيرة خسائر وصفت بـ"الكبيرة".

وقالت مصادر سياحية لـ"سكاي نيوز عربية" إن هذه الخسائر ستكون لها عواقب وخيمة جدا في المستقبل، مضيفة أن الخسائر تعود إلى التكاليف الباهضة للاستعدادات والإصلاحات التي باشرها أصحاب الفنادق والمؤسسات السياحية منذ مدة لاستقبال زبنائهم بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية.

هذه المستجدات الجديدة دفعت مجموعة من مسؤولي القطاع وممثلي المهنيين، بطلب عقد اجتماع طارئ مع والي جهة مراكش، المدينة السياحية، للتوصل إلى حل يقضي بالتخفيف من هذه الإجراءات الاحترازية الجديدة المعلن عنها من طرف الحكومة والأخذ بعين الاعتبار الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع السياحي منذ بداية الحجر الصحي بالمغرب.

وأكدت مصادر مطلعة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المقاهي غير المعنية بالإغلاق الكلي في مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة، ستكون ملزمة بالمقابل بالإغلاق مع الثامنة مساء، كما أن المقاهي التي لديها ترخيص مقهى ومطعم، فبإمكانها العمل شريطة عدم تقديم الطعام والاكتفاء بالمشروبات المرخصة في المقاهي.

أما بخصوص المطاعم المتواجدة داخل الفنادق، فستكون ملزمة بالإغلاق في الساعة الثامنة ليلا، على أن لا تستقبل زبائن من خارج الفندق، وتكتفي بتقديم خدماتها فقط للنزلاء.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ساعات، عروض مغرية لاحتفالات رأس السنة أسبوعا قبل موعدها الأصلي بسبب الإجراءات الاحترازية الجديدة التي تم الإعلان عنها. 

ولوحظ أن مجموعة من المطاعم والفنادق قامت بنشر عروضها الاستثنائية ساعات بعد القرار الحكومي، في محاولة منها لتجاوز الأزمة المحتملة.

وقد سجلت حركة نقل المسافرين عبر مطار مراكش المنارة، خلال الأشهر الـ 11 الأولى من سنة 2020، انخفاضا بنسبة 75.41 بالمائة، بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019.

أخبار ذات صلة

الثلوج تفاقم "معاناة" سكان الجبال في المغرب
كورونا.. المغرب يكشف كمية اللقاحات التي حصل عليها

ووفقا للمكتب الوطني للمطارات، فقد استقبل المطار الدولي للمدينة الحمراء، حتى متم شهر نونبر الماضي، ما مجموعه مليون و444 ألف مسافر، مقابل 5 ملايين و 873 ألف مسافر خلال نفس الفترة من السنة الماضية.

وبالنسبة لشهر نونبر 2020 وحده، فقد تراجعت حركة النقل الجوي بمطار مراكش المنارة بنحو 94.42 بالمئة، وذلك بالمقارنة بنفس الفترة من سنة 2019، حيث استقبل 31 ألفا و 878 مسافرا، مقابل 571 ألفا و 223 مسافرا خلال نفس الفترة من سنة 2019.

وكانت وزيرة السياحة نادية العلوي قد أكدت الانخفاض المقلق لعدد السياح الوافدين على المغرب بداية من سنة 2020.

بدور، أكد محمد بامنصور، الكاتب العام لفدرالية النقل السياحي في المغرب أن "قطاع النقل السياحي سواء على مستوى مدينة مراكش أو على مستوى المغرب يعيش حالة من الشلل والتوقف التام".

وأضاف بامنصور أن التحدي الأبرز الذي يواجهه القطاع، هو المحافظة على الكوادر البشرية العاملة فيه، والتي تم تدريبها من قبل شركات النقل، حيث أصبحت هذه المهمة شبه مستحيلة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي عصفت بالسياحة.

أزمة يزيد من استفحالها، بحسب بامنصور، ارتباط 80 بالمئة من شركات النقل السياحي بقروض بنكية، إضافة الى التدخل الخجول للدولة سواء على مستوى دعم القطاع أو على مستوى تأجيل سداد الديون.

ويبدو أن القطاع الذي عاش هذه الأزمة، سيعيش تداعيات ما بعدها أيضا، إذ يؤكد المتحدث أن المعطيات تشير إلى أن تعافي هذا القطاع من الأزمة لن يتم إلا بعد ثلاث سنوات، في حال عادت حركة السياحة إلى طبيعتها.