منذ 21 عاما وحتى اليوم، لم ينس المصريون الأوبريت الغنائي الشهير "اخترناه وبايعناه"؛ دعما للرئيس الراحل حسني مبارك، عقب ترشيح نفسه لفترة رئاسية رابعة، وفي 2020، أعاد شاب مصري الأغنية للواجهة، دعما للرئيس الأميركي دونالد ترامب للفوز بفترة رئاسة ثانية.

وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، عاد شاب مصري يدعى وسام مجدي بمشاركة آخرين؛ إلى تقديم دبلجة للأوبريت القديم "اخترناه وبايعناه"؛ دعما للرئيس دونالد ترامب أمام منافسه جو بايدن.

وقام مجدي، وهو مهندس إلكترونيات ودارس للهندسة الصوتية، بعملية دبلجة لأغنية "اخترناه وبايعناه" (We chose him we elected him)، مع الاحتفاظ بنفس إيقاع لحن الأوبريت القديم، في الوقت الذي استبدل فيه بعض كلماتها لتتناسب مع شخص الرئيس الأميركي.

وتقول كلمات الأوبريت القديم الذي كتب كلماته عبد السلام أمين، ولحنه الموسيقار الراحل عمار الشريعي، بعد دبلجتها:

اخترناه وانتخبناه

عندما يتكلم تسمعه قلوبنا

اخترناه وانتخبناه

رأينا حر وأعلناه والدنيا كلها عارفاه

اخترناه وانتخبناه

دا تكليف مش تشريف ولا فخفخه ولا ملك وجاه

اخترناه وانتخبناه

حمل تقيل وهموم جيل جايه وأجيال جايه وراه

اخترناه وانتخبناه

لا هيديني ولا يرقيني ولا فيه مصلحة بيني وبينه

اخترناه وانتخبناه

إنه معجزة أميركا الحرة .. لنعطيه أصوات فلوريدا

اخترناه وانتخبناه

صنع السلام مع الرئيس (الكوري) كيم

اخترناه وانتخبناه

وعمل مجدي (33 عاما) في مجال التعليق الصوتي في العديد من القنوات الفضائية، وشركات الإنتاج المرئي، في الوقت الذي يعمل فيه حاليا على مبادرة أول مشروع "دبلجة الميديا المصرية" والأفلام والأغاني المصرية للإنجليزية.

كما أنه ضمن فريق عمل يتكون من شقيقته رنيم، وهي مخرجة وصاحبة الرؤية الفنية للأعمال المقدمة، وتساعد أيضا في الترجمة، وطارق خليفة الموزع الموسيقي ومهندس صوت محترف، وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بآخرين.

أخبار ذات صلة

"مدام توسو".. نبوءة ألمانية بالفائز بالانتخابات الأميركية
ولايات الغرب الأوسط.. جبهة حاسمة في الانتخابات الأميركية
كيف يقرأ الناخبون النمو القياسي للاقتصاد الأميركي؟
ولاية ميشيغن المتأرجحة.. ما ثقلها في الانتخابات الأميركية؟

"اخترناه" على الطريقة الأميركية

"قمنا بعمل يشبه محاكاة لأوبريت اخترناه، لكن على الطريقة الأميركية بشكل طريف وليس ساخرا، وتحمل إسقاط كوميدي للأغنية بما ينطبق على شخص ترامب"، يؤكد وسام مجدي لموقع "سكاي نيوز عربية".

وأوضح مجدي سبب ربط أوبريت "اخترناه المُدبلج" بـ"ترامب"، قائلا: "الرئيس الأميركي شخصية مختلفة وثرية بالمواقف في مؤتمراته ولقاءاته، مما قدم مادة دسمة سهلت كثيرا في تنفيذ الأوبريت".

ورغم إشارته إلى أن "الأوبريت المدبلج" لا يقصد به تأييد مرشح ضد آخر، أو إعلان موقف سياسي معين، يعتبر مجدي أن ترامب "جدع وابن بلد"، مضيفا: "إنه يتحدث عن بلدنا بشكل إيجابي، ويدعمها في مواقف عديدة آخرها قضية سد النهضة الإثيوبي؛ لذا فأنا أتعاطف معه".

وحول ردود الفعل في الداخل المصري والأميركي بعد بث الأوبريت، أشار مجدي إلى تلقيه "ردودا إيجابية بين المصريين في أميركا، وبعض مؤيدي ترامب الذين رحبوا بالفكرة، لكن في المقابل كانت هناك تعليقات ساخرة من المرشح المنافس جو بايدن".

وكشف المهندس المصري عن أنه يعكف على إعداد أغنية جديدة عن الانتخابات الأميركية عقب إعلان نتائجها.

بداية مشروع الدبلجة

ويوضح مجدي أن بدايته مع الدبلجة جاءت عقب  تخرجه عام 2008 والتحاقه للعمل بأحد المصانع الصينية، قائلا: "كان العمال المصريين يرددون مقاطع غنائية مثل (صلي صلي على النبي صلي)، فوجدت العمال الصينيين يطلبوا مني ترجمة ما يسمعونه، فقمت بدبلجة المقطع مستخدما نفس لحن الأغنية، ومن هنا بدأ الاهتمام بالموضوع.

ونوه إلى أن فريق الإعداد يضطر في بعض الأحيان إلى تغيير بعض المعاني والكلمات لتتلاءم مع اللحن، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك التزام بنحو 80 بالمئة بالمعنى العام للأغنية.

دعم لقوة مصر الناعمة

ويحلم فريق وسام بدبلجة الأعمال الفنية المصرية إلى اللغة الإنجليزية، بشكل وصورة مختلفة، قائلا: "نأمل أن يقوم مشروعنا بنشر الثقافة المصرية والعربية للعالم؛ وأن يصبح أداة من أدوات القوة الناعمة لمصر، يخدم توجهاتها".

ولن يكتفي الشاب المصري بدبلجة الأعمال الفنية المصرية، بل ينوي دبلجة النشيد الوطني المصري إلى الإنجليزية، علاوة على دبلجة النشيدين السعودي والإماراتي، ويعكف حاليا على دبلجة النشيد الوطني السوداني، وفقا لتأكيده.

وقدم فريق مجدي في وقت سابق دبلجة للعديد من الأغاني التي تعرف بـ"المهرجانات"، مثل "عايم في بحر الغدر"، ومهرجان "بنت الجيران" بعد أن حققا انتشارا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.