بعد قرابة شهر من انتظار النتائج، بدأ نحو خمسين ألف طالب في موريتانيا، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، تداول نتائج الباكلوريا (الثانوية العامة) بعدما ظهرت في موقع إلكتروني يدعى (موريباك)، فتبادل الأصدقاء والأهالي التهاني فيما بينهم.

لكن وزارة التهذيب الوطني (التعليم) نفت على لسان أحد المستشارين فيها أي علم لها بإعلان للنتائج.

وكتب سعد بوه الشيخ محمد، المستشار الإعلامي في الوزارة على صفحته على الفيسبوك "ما يتم تداوله منذ مساء أمس على أنه نتائج الباكالوريا لا علاقة ولا علم للوزارة به، نعتبره ضمن أعمال التشويش، وكل من يتضرر منه يحتفظ بحقه في متابعة من يقف وراءه قضائيا. النتائج قريبا إن شاء الله... "

تطابق محرج

لكن تطابق النتائج الرسمية التي نشرتها الوزارة، في وقت لاحق من نفس اليوم، مع ما جرى تداوله ونشره في الموقع المسجل على نطاق "غابوني"، وضع الوزارة في موقف حرج تخلصت منه ببيان مقتضب أعلنت فيه عن تشكيل "لجنة تحقيق"، ستعمل على "إعداد تقرير يحدد المسؤوليات وأوجه التقصير المحتملة لاتخاذ ما يترتب على ذلك من إجراءات".

تنديد وسخرية

هذه الحادثة أثارت عددا من ردود الفعل على المنصات الاجتماعية في موريتانيا، وكان من أبرز ردود الفعل، تنديد النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي في موريتانيا ، حيث أعربت في بيان عن "دهشتها واستغرابها لظهور النتائج على موقع إلكتروني قبل صدورها عن الوزارة رسميا" ورجحت النقابة فرضية التسريب وأن "النتائج كانت جاهزة منذ فترة وتم التحفظ عليها دون مسوغ واضح".

المدونون من جانبهم تناولوا الموضوع بالتحليل حينا والسخرية حينا آخر.

إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا قال في صفحته على موقع فيسبوك "استباق نشر أو قرصنة نتائج الباكلوريا 2020 هو إحدى أجمل فجائع المنظومة التربوية في بلادنا...".

وأضاف أن ما وقع "جريمة محترمة في حق من كانوا يربحون الملايين من عائدات رسائل sms كلما بلغت القلوب الحناجر".

أخبار ذات صلة

عقبات إدارية تحرم الأطفال من الدراسة في موريتانيا

أما الباحث محمدو سالم ابن جدو فقد تناول الموضوع بسخرية موظفا  "گابون" الاسم الشعبي للدب المشهور شعبيا بأكل الحمير؛ فكتب في صفحته على الفيسبوك "أنا لا أستغرب العلاقة بين امتحان وطني  وبين "الگابون" نظرا لدور التعليم لدينا في زيادة عدد الحمير ثم الحب (غير العذري) الذي يربط " گابون" بالحمير"

واقعة ملهمة للشعراء

ولم تقتصر التعليقات والملاحظات على النثر وحده، فالموريتانيون منتجون ومستهلكون للشعر بشكل يومي، ولذلك فقد حفلت الصفحات بأشعار تتعلق بتسريب نتائج الباكلوريا منهأ هذه القطعة من الشعر الشعبي التي نشرتها الإعلامية مريم السباعي:

"ذا من عجائب الزمان

الما ينشافو ماه هون

اتعدل باك فموريتان

واترى النتيجه فالگابون"

ومن الشعر الفصيح تداول رواد مواقع التواصل قطعة للشاعر التقي ولد الشيخ يقول فيها:

هذي الوزارةُ حيِّها        عني - فُديتَ - وبَيٍّها

بَيْنا النتائجُ عندها         ما إنْ تزالُ بطَيِّها

نشر النتائجَ موقعٌ         من غير علم نَدِيِّها

وإذا الفتاةُ تزوجت        من دون إذن وليِّها

فَسَدَ النكاح وأُرجعتْ      تلك الفتاةُ لحيِّها

فعلامَ لم ترفض وزا      رتُنا البناءَ بميِّها؟!