هل سيقترن التونسي بمواقيت محددة للتبضع وبنقاط بيع بعينها، أم أن الوضع سيكون دون ذلك؟، وهل سيعاني التونسي من شح السلع واحتكارها، أم أن الرقابة ستحل هذا المأزق؟ وهل ستكون الأسعار في المتناول أم أنها ستشهد ارتفاعا مشطا؟.

بين المد والجزر يترقب التونسيون ما ستكون عليه الأسواق في رمضان، حيث تزدحم الأسئلة الحائمة في كنف هذا الترقب البطيء، فهل ستتزين الأسواق بصنوف المعروضات كالعادة ليشتري منها الزبائن التونسيون ما لذ وطاب، أما أن وضع الاغلاق والحيطة سيؤثران على حركة الأسواق وتدفق السلع إليها ومواقيت عملها؟.

أسئلة مختلفة تراود أذهان التونسيين وخواطرهم، فهم على حد تعبيرهم يتنظرون الشهر الكريم هذه السنة في ظرف استثنائي للغاية، إنه رمضان 2020، حيث يلقي وباء كورونا بظلاله على كل مرافق الحياة ويكاد يشلها تماما عن نشاطها المعتاد.

وهناك قال عبد الستار النوري ما يلي"الكل يفكر في رمضان، كيف سيكون هذه السنة في ظل هذه الظروف وحظر التجول والحياة شبه المتوقفة من جميع النواحي، لكن أكثر ما يخيف الناس في الشهر الكريم هي المؤن والبضائع وحركة الأسواق والأسعار، فتوفر السلع وسعرها، عاملان مهمان لكل شخص، والناس تخشى شح السلع كما تخشى غلاء الأسعار والاحتكار بغض المواد، من قبل بعض التجار، وهذه المسائل حيوية جدا بالنسبة لكل أسرة تونسية".

"الناس تخشى شح السلع كما تخشى غلاء الأسعار والاحتكار بعض المواد"

 وفي هذا السياق، عقبت السيدة نعيمة البثوري بقولها "أتمنى من الله أن يرفع عنا هذا البلاء قبل أن يحل الشهر الكريم، حتى نحيي شهر رمضان ونحن في تمام الصحة والعافية متفرغين فقط لعبادتنا ولتوثيق صلة الرحم والزكاة، فبقاء الوضع على ما هو عليه يقلق الجميع ويلقي بثقله على ميزانية الأسرة التونسية خاصة من محدودي الدخل الذين لا يقدرون على شراء المواد الغذائية بكميات وتخزينها، فهم يعيشون يوم بيوم ولا يقدرون على عبء غلق الأسواق وشح المواد الغذائية أو غلاء الأسعار أو احتكار بعض المنتجات الحيوية".

من جهة أخرى، اعتبر السيد الصادق المرزوقي أن الناس اليوم يعيشون ضغطا كبيرا بسبب إجراءات الغلق والحجر المنزلي، فهناك العديد من المحالات أغلقت وهناك عدد وافر من الناس خسروا وظائفهم وآخرون توقفوا على العمل بصفة مؤقتة، والتونسي في رمضان هذه السنة لن يجد الأسواق كما عهدها حتى ولو تم تخفيف إجراءات الإغلاق والحجز، فالمخابز وغيرها من نقاط البيع في الأسواق الشعبية والبسط، أغلق جلها، ولن تعود لنشاطها في الأفق القريب، وكانت هذه المصادر توفر للتونسيين خاصة من محدودي الدخل مورد رزق وتزود بالبضائع في الآن ذاته، وفي رمضان 2020 سيكون الوضع مختلفا ومقلقا للغاية على مستوى الأسواق المحلية، وهذا ما يرقبه التونسي بتوجس".

أخبار ذات صلة

وزيرة المالية: تونس تحتاج تمويلا خارجيا هذا العام
وزيرة السياحة التونسية تتحدث عن "انتعاشة"