عندما ظهر رئيس بيلاروسيا علنا مؤخرا كان يرتدي أدوات وقاية، لكن ذلك لم يكن لحمايته من فيروس كورونا، فأليكساندر لوكاشينكو، الذي يعتبر المخاوف العالمية بشأن كوفيد-19 "هوسا جماعيا"، ارتدى خوذة وواقيات ركبة للعبة هوكي الجليد، في حلبة عجت بالمتفرجين، في رسالة يستهزأ بها من الوباء.

وقال لوكاشينكو اللاعب المحترف السابق لهوكي الجليد، الأحد، لمذيعي التلفزيون بينما كان على الجليد في نهاية الأسبوع: "ليست هناك فيروسات هنا. هل رأيتم أي منها يطير في الأنحاء؟ لا أراها أنا أيضا."

وأضاف: "من الأفضل الموت واقفا بدلا من العيش راكعا."

بينما تفرض دول جوار بيلاروسيا قيودا متزايدة على الحياة العامة لوقف انتشار الفيروس، وأغلقت روسيا حليفة وراعية بيلاروسيا، حدودها، تواجه الدولة السوفيتية السابقة الأزمة العالمية بمزيج من الاستهانة والتجاهل.

المصانع والمتاجر والمطاعم تعمل كالمعتاد، تمتلئ الفعاليات الرياضية بالمشجعين، وتعتبر الكمامات نادرة في شوارع العاصمة مينسك.

أخبار ذات صلة

هكذا ستغير أزمة كورونا سوق انتقالات اللاعبين "إلى الأبد"
ما قصة الألوان "الأخضر والأصفر والأحمر" في هواتف الصينيين؟

كما أن بيلاروسيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي لا زالت تقيم مباريات كرة القدم بحضور الجمهور في المدرجات.

وترفض وزارة الصحة فكرة فرض القيود والحجر، وتعتبر أن الفحوصات واسعة النطاق وعلاج الحالات الصعبة من الإصابة بالفيروس ومراقبة الذين اتصلوا بالمصابين أكثر فعالية بكثير.

ومع إجراء الفحوص على 36 ألف شخص، من تعداد السكان البالغ 9.5 مليون نسمة، يخضع نحو 1500 شخص للملاحظة عن كثب وبوجود عدد أكبر من أجهزة التنفس الصناعي لكل مائة ألف شخص، مقارنة بالولايات المتحدة وإيطاليا، يعتبر مسؤولو الصحة في بيلاروسيا أن الوضع "تحت السيطرة."

ويدير لوكاشينكو، 65 عاما، البلاد بشكل شبه ديكتاتوري منذ نحو ربع قرن، ويروج لنفسه بصورة الرجل القاسي الذي لا يتسامح مع أي معارضة، واستراتيجية بيلاروسيا تجاه فيروس كورونا تعكس ذلك.

وعبرت الخبيرة الاقتصادية تاتيانا بايكوفيتش عن الموضوع قائلة: "لوكاشينكو يعامل فيروس كورونا كما لو أنه مرؤوس له".