أثار ظهور الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في إعلان تلفزيوني على الشاشات التركية استياء زعماء الطائفة اليهودية في تركيا الذين اعتبروه "إهانة كبيرة لحقوق الإنسان"، وشددوا على ضرورة سحبه.

ويُظهر الإعلان التلفزيوني عن شامبو ومدته 13 ثانية لقطة أرشيفية بالأبيض والأسود للزعيم النازي أمام تجمع سياسي حاشد، وهو يصيح مصحوبا بترجمة باللغة التركية، قائلاً إنه ينبغي ألا يستخدم الرجال شامبو النساء.

وقال بيان نشر على الموقع الإلكتروني لحاخامية إسطنبول الرئيسية "استخدام هتلر، الذي تسببت أيديولوجيته الوحشية في مقتل ملايين الأشخاص، في إعلان تجاري من أجل أن تكون مختلفا أو خلق وعي (بمنتج) أمر غير مقبول".

وكشف زعيم الطائفة، سيلفيو عوفاديا، لوكالة رويترز أن الحاخامية اتصلت بالشركة التي تصنع الشامبو ومقرها إسطنبول، لمطالبتها بسحب الإعلان، لكن الشركة رفضت ذلك حتى الآن.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشركة على الإعلان، أو شكوى الحاخامية.

وقال عوفاديا "سنسلك السبل القانونية الآن. الإعلان يحط من شأن النساء أيضا". ولم يحدد الوسائل القانونية التي ربما تلجأ إليها الطائفة.

وفي تركيا تشرف لجنة الإعلانات بوزارة الصناعة على مضمون الإعلانات التلفزيونية، وتملك سلطة سحبها وفرض عقوبات مالية على منتهكي معايير البث.

جدير بالذكر أن نحو 20 ألف يهودي يعيشون في تركيا، أغلبهم في إسطنبول التي يسكنها نحو 14 مليون نسمة.

وينحدر معظمهم من نسل السفرديم، الذين فروا من محاكم التفتيش المسيحية في إسبانيا، ووجدوا ملاذا لهم في الأمبراطورية العثمانية، قبل نحو 500 عام.

وتعرضت الطائفة اليهودية لهجمات عنيفة في السنوات الأخيرة، بينها تفجير معبدين نفذه تنظيم القاعدة في عام 2003 أسفر عن مقتل 27 شخصا.

وعبّر زعماء يهود عن مخاوفهم مما قالوا إنه تصاعد مشاعر معاداة السامية في تركيا منذ تدهورت العلاقات مع إسرائيل بعد غارة نفذتها قوات إسرائيلية خاصة عام 2010 على السفينة مافي مرمرة.

وكانت السفينة تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حين هاجمها الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 9 نشطاء أتراك.