يتصدر قائمة المبيعات في القاهرة هذه الأيام كتاب لمحام مصري أبعد من جماعة الإخوان المسلمين بسبب مواقفه المعارضة لها ويتناول ما وصفه بأنه "تطرف خفي" للجماعة.

إلا أن زعماء الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي رفضوا كتاب ثروت الخرباوي "سر المعبد" واعتبروه جزءا من حملة تشويه للجماعة.

وفي طبعته الرابعة عشرة منذ نوفمبر يباع الكتاب في المتاجر الأنيقة وعلى أرصفة الشوارع.

وبعد طرده من الجماعة قبل عقد يقول الخرباوي إنه يهدف إلى كشف الدكتاتورية والتطرف داخلها. وفي إطار ذلك ينضم إلى حرب إعلامية تشن لتشكيل الآراء في الساحة السياسية التي تشهد استقطابا عميقا في مصر.

وعلق مسؤول كبير بجماعة الإخوان المسلمين على مضمون الكتاب قائلا إنها "مغالطات". وقال مسؤول آخر إن التعليق على مثل هذا الكتاب سيكون مضيعة للوقت.

من جهته قال الخرباوي في تصريحات صحفية إنه يريد أن يجعل كل الناس تعرف الحقيقة بشأن الإخوان المسلمين.

ويعتبر الخرباوي أن الطريقة التي أبعد بها من الجماعة دليل على أسلوبها الاستبدادي.

وبعدما ظلت مستهدفة على مدى عقود من نظام مستبد مدعوم من الجيش في مصر تعتبر الجماعة مثل هذه الهجمات دعاية يلفقها خصومها الذين يجدون صعوبة في تنظيم أنفسهم وإيجاد مكان لهم في النظام الجديد.

لكن حجج الخرباوي تجد صدى لدى المصريين الذين يعتقدون أن جماعة الإخوان المسلمين تهدف إلى تقويض الحريات الجديدة لخدمة أغراضها الخاصة بإنشاء نظام مستبد جديد بصبغة إسلامية وهو رأي تعزز العام الماضي حين وسع مرسي سلطاته بصورة منفردة.

ويستكشف الكتاب إيدلوجية مرسي والدائرة الضيقة من الزعماء على قمة الجماعة ويقول إنهم تأثروا بالزعيم الإخواني سيد قطب الذي أعدم عام 1966 لاتهامه بالتآمر لقتل الرئيس المصري حينئذ جمال عبد الناصر.

لكن خليل العناني الخبير في الحركات الإسلامية يقول إن محاولة إعطاء الانطباع أن مرسي متأثر بقطب مبالغة. وأضاف لأنهم فعلا متأثرون به من حيث وضوح الأفكار لكن ليس من حيث الإيمان بالعنف أو الحكم على الناس بأنهم كفار.

وقال أحمد عارف المتحدث باسم الإخوان المسلمين أن الجماعة مثل كل الجماعات لديها لوائح يجب احترامها. وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي يترك فيها عضو الجماعة ويعلن رأيه.

وساعدت حملة جيدة وقاعدة تأييد شعبي الإخوان المسلمين على اكتساح أول انتخابات برلمانية بعد مبارك في نهاية 2011 لكن المجلس تم حله في يونيو حين اعتبرت المحكمة الدستورية العليا في مصر أن لوائح الانتخابات كانت غير دستورية.

ويعني الشك في خطط الإخوان المسلمين للهيمنة على مصر أن الجماعة قد تجد صعوبة أكبر في كسب الأصوات مع اقتراب انتخابات برلمانية جديدة.