دخل الأردن موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بتجميعه في ديسمبر الماضي 3540 بطاقة توصية للتبرع بالقرنية، ضمن حملة للتبرع بالأعضاء.

بدأ الحدث بفكرة فردية اقترحتها إحدى الطبيبات الردنيات، وكان التجاوب مع هذه الفكرة واسعا بحيث قررت تخليده كيوم وطني. أما أبطال الحدث، فأناس، قرروا إنارة الدرب لغيرهم، بعد رحيلهم عن هذا العالم.

وذكر رئيس لجنة التحكيم الخاصة بالحملة الدكتور فوزي الحموري أن حملة "من عيوني حياة"، تمكنت من جمع 3540 متبرعا خلال 8 ساعات وبحضور كل متبرع شخصيا إلى مكان الحملة، مشيراً إلى أن هذا الرقم أهل الأردن لتحطيم الرقم القياسي السابق الذي سجل في أميركا وهو 2262 متبرعاً.

ويبدو أن فكرة التبرع بالأعضاء، وما تتطلبه من شجاعة الحديث والخوض في ما بعد الموت، لقيت من شباب الأردن تجاوبا أكثر من كبارها. فأعمار معظم المتبرعين تراوحت بين 18 و22 عاما.

واستنادا إلى الأرقام أيضا، فإن حواء الأردن، كانت الأكثر سخاء، إذ بلغت نسبة المتبرعات بقرنياتهن أربعا وخمسين في المائة.

وقال رئيس الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء، الأمير رعد بن زيد في حفل إشهار دخول الأردن في موسوعة "غينيس" السبت، "إن الأردن بلد العطاء والتضحية والإنسانية، وأن شعبه النبيل كان وسيبقى على الدوام مثالا في التراحم والتعاطف".

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عن وزير الصحة الأردني عبداللطيف وريكات أن "الأردن كان ومازال من الدول السباقة في موضوع زراعة الأعضاء".

وقالت المتبرعة حفصة الأسمر "إنها تعطي قرنيتها بعد موتها لكي يستفيد منها شخص آخر، لتنير له حياته ويرى ألوانها الجميلة".

أما المتبرعة أريج سمارى فأبدت تخوفها من الفكرة في بداية الأمر غير أنها وجدت بعد تفكير في القضية أنه من أنبل الأعمال في الحياة هو أن تعطي المساعدة لشخص ما وتمكينه من الرؤية.

لكن تكرار الإنجاز في بلدان عربية أخرى، قد يكون بعيدا حتى اللحظة، حسب المعطيات. فإضافة إلى غياب الوعي الكافي بالموضوع، ما زال هناك جدل ثائر حول جواز التبرع بالأعضاء شرعا، حتى وإن كانت أغلبية الفتاوى الإسلامية قد أجازته.