هل يمكن للعبة عبارة عن قارب طوله سنتيمترات قليلة أن يقطع المحيط الشاسع؟

الإجابة السريعة هي نعم، إذ استطاع قارب لعبة يعود لطفلين بريطانيين من قطع مسافة 4800 كلم من المحيط الأطلسي، لكنه يواجه في الكيلومترات الأخيرة مشكلة تهدد بإفشال مسار الرحلة المدهشة التي بدأت قبل 5 أشهر.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، السبت، أن الطفلين الأخوين أولي وهنري فيرغسون البالغين من العمر 6 و8 أعوام على التوالي أطلقا القارب اللعبة على شكل سفينة القراصنة من قبالة سواحل موريتانيا في نوفمبر الماضي.

والطفلان الأخوان فيرغسون من مقاطعة أبردينشاير شمال شرقي اسكتلندا، وهما طالبين في مدرسة أساسية.

وجاء إطلاق الرحلة الطويلة، بعد أن حقق القارب الذي يحمل اسم "المغامرة" نجاحا في تجربة سابقة في بحر الشمال عام 2017.

ويتحكم الطفلان بـ" قارب القراصنة" عبر جهاز تحكم وتتبع منحتهما إياه شركة OPEX للشحن ونقل البضائع. وبلغت تكاليف تجهيز القارب 56 دولارا أميركيا.

وبلغت سرعة القارب عقدة واحدة في الساعة وتظهر الإشارات التي ترسلها أحيانا ارتفاعها إلى 20 مترا فوق الوضع الطبيعي بسبب الأمواج العاتية، وفق ما يقول والد الطفلين.

وأثرت المسافة الطويلة على قدرة القارب اللعبة، إذ انحرفت باتجاه البحر الكاريبي، مبتعدة عن هدفها، وهي سواحل غويانا الفرنسية رغم أنها كانت على بعد 160 كيلومترا منها فقط، وفق الوالد ماكنيل فيرغسون.

وكان الأخوان فيرغسون يأملان بأن تصل إلى أميركا الجنوبية خلال هذه الأيام، لكن لسوء الحظ فالمركبة تواجه انخفاضا متزايدا في قوة البطارية وأعطال لحقت بجهاز التحكم بسبب العواصف التي تواجهها في المحيط الأطلسي.

ووجه الأخوان نداءات استغاثة لعدد من السفن في سواحل، واستجابة إحدى سفن التنقيب عن النفط في المنطقة واتجهت صوب مكان القارب اللعبة، لكن الرياح دفعتها إلى مكان أبعد.

وقالا إنهما يشعران بالإحباط لأن عدم العثور على القارب قبل توقفه عن إرسال الإشارات بسبب اقتراب البطارية من النفاد.

وشدد والدهما الذي يدير شركة متخصصة في ألعاب خارجية للأطفال على أن مبادرة طفليه حققت نجاحا كبيرا، بصرف النظر عن النتائج، وقال" إنه من الصعب تصديق أن هذا القارب الصغير يمكن أن يصل إلى هذا الحد . حقا إنه أمر رائع".