في السعودية حيث تعتبر القهوة أكثر من مجرد مشروب، يحافظ مصنع في مدينة حائل شمال المملكة على تقليد صناعة دلال القهوة يدويا.
ويدير إبراهيم الرديني مصنعاً ورثه عن والده لصناعة دلال القهوة من النحاس الأصفر أو الأحمر.
وتُصنع الدلال بأشكال وألوان وأحجام عديدة، كما أن عليها نقوشا مختلفة للزينة. ومن بين أشهر الدلال الدله البغدادية التي تسمى على اسم العاصمة العراقية.
وحول كيفية صنع الدلال قال الرديني مدير مصنع حائل للدلال "يبدون (يبدأون) يلفون النحاس(الصناعيون) ويطلعون (يصنعون) المشرب (مكان خروج القهوة من الدله) تطليع كامل، وهنا يسمونه الشبشار (رقبة الدله) اللي هو يشبك زي أصابع اليدين، يعني يمسك الدله على أساس ما تنفك بعدين (تنفصل)، فيركب الغطا ويركب القاعة (قعر الدله) وتتصلح (تصنع) الدله على الشكل اللي يبيه (يريده)".
وقال خبير يهوى جمع دلال القهوة ويدعى عبد الله النونان إن الدله البغداية طراز أو شكل واحد بصناعات عديدة.
وأضاف "البغدادي وشكله واحد، البغدادي (الدله البغدادية) معروف النموذج أو الشكل البغدادي، ويندرج تحته كثير من الصناعات، صناعة فلان وصناعة فلان، وهذا يفرّق عن هذا، لكن الطراز البغدادي شكل واحد".
وفيما يتعلق بما يميز دلال حائل قال عبد الله النونان "قريشية حائل أو دقة القصر (ختم) أو شغل الخطيب مشربه قصير (مقدمة الدله قصيرة)، هذا من المميزات، ميزة، تختلف عن الرسلان وتختلف عن البغدادي، مشربه قصير، غطاه برضه (أيضا) يميزه الغطا، نعم موديل خاص مختلف".
والقهوة في الثقافة السعودية رمز لحسن الضيافة والكرم إذ تقدم في الأعراس والمآتم على السواء.
وتُستخدم الدلال في الخيام أثناء التخييم وواحدة من أهم عناصر المجالس السعودية.
فالقهوة يتم تحضيرها أمام الضيوف في هذه المجالس، حيث يشم الضيوف رائحة حبوب البن وهي تُحمص وكذلك الهيل والتوابل الأخرى أثناء تحضير المشروب التقليدي على نار مشتعلة.
وقال ضيف يدعى جبر العمران "الدله والقهوة العربية جزء من تاريخنا وإرثنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا اللي نفتخر فيها، وإحنا نعتبره فاكهة المجالس".
وعادة ما يتبع تقليد معين في تقديم القهوة العربية، حيث يجري تقديمها من المضيف للضيوف من جهة اليمين وباليد اليمنى.
وتتكون مجموعة تحضير القهوة من خمس قطع، وتتفاوت الأسعار اعتمادا على النوع. فمثلا تباع مجموعة الرسلان السورية بسعر يتراوح بين 1000 و5000 ريال سعودي (266-1333 دولار) في حين تباع مجموعة القصر بما يصل إلى 30 ألف ريال سعودي (8000 دولار).
وتباع مجموعة الحساوية (مصدرها منطقة الإحساء السعودية) بنحو 7000 ريال (1866 دولار) وتبدأ بعض المجموعات من 500 ريال (133 دولار).