حذر خبراء ومعنيون بالحفاظ على البيئة من أن الطبيعة تواجه عملية "انقراض جماعي" للمرة الأولى منذ انقراض الديناصورات.

وجاء هذا التحذير في  الوقت الذي أظهرت فيه الأرقام أن أعداد الحيوانات في الحياة البرية تراجعت بشكل كبير جدا، وأنها ستتراجع إلى أكثر من ثلثي ما كانت عليه مستويات العام 1970.

ويشير التقرير الجديد، وهو الأكثر شمولا، إلى أن أعداد الحيوانات تراجعت بنسبة 58 بالمائة بين عامي 1970 و2012، ويتوقع أن يستمر التراجع في أعداد الحيوانات لتصل إلى 67 في المائة بحلول العام 2020.

وحذر التقرير، الذي أعدته جمعية علم الحيوان في لندن والصندوق العالمي للطبيعة، من أن انهيار الحياة البرية، مترافقة مع التغير المناخي، والتأثير البشري تهدد جميعا الحيوانات على الأرض، مشيرا إلى أن الحيوانات تتعرض لعمليات صيد جائر وتدمير بيئات تلك الحيوانات لأغراض الزراعة غير المستدامة والتعدين وغيرها من الأنشطة الإنسانية في كل المناطق الطبيعية تقريبا، من الجبال إلى الغابات والبحار والأنهار.

وخص التقرير بالذكر نحو 14152 حيوانا من 3706 أنواع، هي التي تمت مراقبة أعدادها بشكل جيد وتتوافر عنها معلومات وبيانات كافية، موضحا أن أعدادها تراجعت بنسبة 58 بالمائة بين 1970 و2012، وتشمل الحيوانات المعرضة للانقراض أنواعا مثل الفيل والغوريلا والنسر والسلمندر.

وقال التقرير إنه لا يوجد مؤشر على أن التراجع بنسبة 2 بالمائة سينخفض أو يتباطأ.

الحياة البرية تواجه انقراضا جماعيا
2+
1 / 6
الفيل
2 / 6
الباندا العملاق
3 / 6
نمر أمور
4 / 6
النمر الآسيوي
5 / 6
الكوكاتو الزهري
6 / 6
حيوانات أخرى مهددة

وبحسب التقرير فإن الأنواع التي تعيش في الغابات والمناطق العشبية في المناطق الاستوائية تراجعت بنسبة 38 بالمائة منذ عام 1970، في حين أن الأنواع النهرية تراجعت بنسبة 81 بالمائة، بين 1970 و2012.

وبحسب التقرير فقد تراجعت أعداد الفيل الإفريقي بنحو 111 ألف رأس، ليبقى 415 ألف رأس فقط، في حين تراجعت أعداد النمر الآسيوي إلى 3900 نمر، ويعود سبب ذلك على وجه الخصوص إلى تدمير أماكن وجودها الطبيعية والصيد الجائر والتجارة غير المشروعة.

أما دب الباندا العملاق، فقد تراجعت أعداده ليظل هناك 1864 باندا فقط، والسبب الرئيسي في تراجع أعداده هو فقدان الموئل الطبيعي بسبب حاجة البشر إلى الخيزران والوقود الحيوي، بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى.

أكثر الحيوانات عرضة لخطر الانقراض هو نمر آمور، الذي يعيش في روسيا والصين، فلم يبق منه إلا 70 نمرا، وذلك بعد سنوات من الصيد الجائر.

ومن الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض، الببغاء الأسترالي المعروف باسم الكوكاتو الزهري، أو "كوكاتو الرائد ميتشيل"، وهو طائر متوسط الحجم، يعيش تحديدا في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية من أستراليا، وتراجعت أعدادها بسبب سرقة بيوضها وتدمير أعشاشها والأشجار التي تبني فيها تلك الأعشاش.

الذئب ذو العرف: يعيش هذا الحيوان، الذي يجمع بين خصائص الثعلب والذئب، في مناطق الأحراش في أميركا اللاتينية، التي تشمل مناطق البامباس، وتراجعت أعداده بسبب تحويل بيئته إلى أراض زراعية وكذلك الصيد الجائر للمتاجرة بفروه.

من الطيور المهددة بالانقراض، النسر أبيض الظهر، الذي يعيش في مناطق جنوب شرقي آسيا وتناقصت أعدادها بصورة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى تصنيفه نوعا قريبا من الخطر عام 2007، ثم مهددا بالانقراض عام 2012، والسبب الرئيسي لتناقص أعدادها هو رش قطعان الماشية النافقة، التي تقتات عليها هذه النسور، بأدوية مضادة للتلوث، فتسببت بفشل كلوي عند النسور.

ومن الحيوانات الأخرى المعرضة لخطر الانقراض، الحوت القاتل "أوركا"، الذي ينتشر في المياه المحيطة بأوروبا، وأصبح معرضا للانقراض بسبب انتشار الملوثات العضوية في المحيطات.

ومن المخلوقات البحرية المعرض للانقراض، السلحفاة جلدية الظهر التي تعيش في المحيطين الهادئ والأطلسي.

السبب الرئيسي لتراجع أعداد هذه السلحفاة هو شباك الصيد والصيد الجائر والتلوث والتحضر على الساحل. وهي مدرجة من قبل الاتحاد الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض.