بالطبع الشيطان هنا هو ذلك الحيوان الذي يعيش في جزيرة تسمانيا جنوب شرقي أستراليا ويطلق عليه اسم "شيطان تسمانيا"، الذي اشتهر بشخصية "تاز" مع الأرنب "باغز باني" في الرسوم المتحركة.

ويعتقد العلماء أن حليب أنثى هذا الحيوان، وهو حيوان لاحم من الثدييات الجرابيات يتواجد فقط في البر الأسترالي في جزيرة تسمانيا، يحتوي على الحل للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، بحسب دراسة أجرتها جامعة سيدني بأستراليا.

وبحسب الدراسة، التي نشرت نتائجها الأسبوع الماضي في  دورية "ساينتيفك ريبورت" بعنوان "كاثليسدسن في شيطان تسمانيا، فإن حليب أكبر حيوان جرابي في العالم يحتوي على الببتيد، وهو مركب يحتوي على حامضين أمينيّين مضادين للميكروبات ويلعب دورا حاسما في الثدييات في الدفاع المناعي الفطري ضد العدوى البكتيرية الغازية.

ويكمن التحدي حاليا في نسخ هذه المركبات من أجل استخدامها طبيا وفي العلاج ضد البكتيريا التي تتمتع بحصانة مضادة للمضادات الحيوية.

يشار إلى أن شيطان تسمانيا تعرض لعمليات صيد جائرة كادت تؤدي إلى انقراضه قبل أن يتم إعلان أنه حيوان مهدد بالانقراض ووضعه تحت الحماية منذ عام 2009.

وكانت جميع الدول في الأمم المتحدة اتفقت مؤخرا على مكافحة انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، المسؤولة عن وفاة نحو 700 ألف شخص سنويا.

وقال الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، في أول اجتماع دولي حول تلك البكتيريا، إن مقاومة المضادات الحيوية والبكتيرية "باتت تشكل تهديدا جوهريا للصحة العالمية والسلامة العامة".

"حليب الشيطان" لمواجهة البكتيريا
1 / 4
شيطان تسمانيا
2 / 4
البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
3 / 4
البكتيريا العنيدة
4 / 4
حليب شيطان تسمانيا

وأشار إلى أنه "إذا فشلنا في مواجهة هذه المشكلة بسرعة وبشكل شامل، فإنها ستصبح مشكلة صحية عالمية، وستصبح مواجهتها أكثر صعوبة إن لم تكن مستحيلة"، مضيفا أنها "ستقوض إنتاج الغذاء المستدام وستعرض أهداف التنمية المستدامة".

يذكر أن الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ليست مشكلة جديدة، لكنها بدأت تتخذ أبعادا أكثر خطورة، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية في وقت سابق.
ووفقا لتقرير للمنظمة صدر عام 2014 تحت عنوان "مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد في عام 2014"، فإن كثيرا من الإنجازات التي تحققت في القرن الماضي قد تضيع جراء انتشار مقاومة مضادات الميكروبات.

وحذر التقرير من أنه قد تخرج نتيجة لذلك أمراض معدية عديدة في المستقبل عن سيطرة الإنسان، وتنتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم.

ووفقا لتقديرات "ريفيو أون أنتيميكروبال ريزيستانس"، فإن عدد الوفيات جراء البكتيريا المقاومة للأدوية عام 2050 سيصل إلى نحو 10 ملايين شخص سنويا، منهم 4.73 مليون شخص في آسيا و4.15 مليون شخص في إفريقيا و390 ألف شخص في أوروبا و317 ألف شخص في أميركا الشمالية و392 ألف شخص في أميركا الجنوبية و22 ألف شخص في أوقيانوسيا.

كذلك تشكل هذه الأزمة الصحية العالمية انتكاسة اقتصادية، إذ إن انعكاساتها السلبية على الناتج المحلي الإجمالي ترتفع بوتيرة كبيرة، قد تصل في العام 2050 إلى خسائر بقيمة 10 تريليونات دولار.