قال باحثون إن تعرض الانسان لفترات طويلة للأشعة الكونية التي تتغلغل في أرجاء الفضاء ربما يعرض رواد الفضاء إلى تدهور ما في القدرات الذهنية يشبه خرف الشيخوخة.

وتضمنت دراسة مولتها وكالة (ناسا) تعريض فئران التجارب لأشعة شبيهة بالأشعة الكونية بين المجرات المكونة من جسيمات مشحونة شديدة النفاذية ذات طاقة وسرعات عالية للغاية تأتي من الفضاء الخارجي وتصطدم بالغلاف الجوي للأرض لتنتج العديد من الجسيمات الثانوية في صورة إيونية ويطلق عليها اسم الاشعة الكونية الابتدائية.

ولوحظ على حيوانات التجارب تدهور القدرات الإدراكية وتغير في تركيب وسلامة الخلايا العصبية للمخ وفي الموصلات العصبية التي تتولى إرسال واستقبال نبضات السيال العصبي.

وبوسع هذه الجسيمات المشعة التي تتضمنها الأشعة الكونية -والتي تخلفت بدورها عن انفجارات نجمية وأجرام المستعرات الفائقة(السوبرنوفا)- اختراق المركبات الفضائية وأجسام رواد الفضاء.
أما كوكب الارض فيقيه الغلاف المغناطيسي من أضرار هذه الأشعة الكونية.

وقال تشارلز ليمولي أستاذ الأورام في معهد ايرفين بجامعة كاليفورنيا "ما من شك في ان رواد الفضاء سيواجهون نفس الموقف الذي تعرضت له حيوانات التجارب".

وأضاف أن ذلك قد يضر بالأنشطة الأساسية للمهمة الفضائية لاسيما عندما تنشأ مواقف غير متوقعة خلال رحلات مستقبلية في الفضاء السحيق.

وتقول ناسا إنها تسعى لإعداد الإمكانات اللازمة لإرسال رواد فضاء الى كويكب في عام 2025 ثم الى المريخ في ثلاثينات القرن الحالي.

وقالت ستيفاني شيرهولز المتحدثة باسم ناسا إن المهمة الفضائية إلى المريخ ستستغرق عامين ونصف العام .

وقال ليمولي إنه في حين انه لا يمكن لرواد الفضاء تجنب الأشعة الكونية بصورة تامة فقد يتيسر تصميم مركبات فضائية ذات وحدة مزودة بأغلفة وقائية شديدة الحماية.