ينذر عطل أصاب نظام الارتكاز في المسبار "فايلي" خلال عملية الهبوط على سطح أحد المذنبات، بصعوبات تواجه الأبحاث المزمعة حول نشأة الأرض والنظام الشمسي.

ورغم أن وكالة الفضاء الأوروبية حققت انجازا غير مسبوق على صعيد استكشاف الفضاء، إلا أن مهمة "فيلاي" باتت مهددة بعد العطل الذي أصاب نظام الارتكاز.

وهبط المسبار على سطح المذنب في الساعة 16.00 بتوقيت غرينتش بعد 7 ساعات من الانفصال عن سفينة الفضاء "روزيتا"، التي تحلق على ارتفاع 500 مليون كيلومتر عن الأرض.

غير أنه اثناء الهبوط الحر لفيلاي، الذي يزن 100 كيلوغرام، على سطح المذنب، تعطل إطلاق الأذرع المصممة لإبقاء المسبار ثابتا على سطح المذنب.

ويدرس مديرو الرحلة خيارات لضمان ألا يرتد المسبار إلى الفضاء مرة أخرى، حسب ما كشف مدير مشروع فيلاي بمركز دي إل آر الألماني للفضاء والطيران.

وقال ستيفان يولاميك للصحفيين "ربما المسبار ارتفع مرة أخرى عن سطح المذنب.. ربما لم نهبط اليوم مرة واحدة بل مرتين. نأمل بأن يمكث المسبار على سطح المذنب.. وأن نتمكن من مواصلة سلسلتنا العلمية".

ويأمل العلماء في أن تكشف عينات ستجمع من المذنب عن تفاصيل حول كيفية نشأة الكواكب وتطور الحياة، حيث أن الصخور التي تتكون منها المذنبات تحتفظ بجزئيات عضوية قديمة وتكون أشبه بكبسولة زمنية.

وترجع نشأة المذنبات إلى تشكل النظام الشمسي، أي قبل حوالي 4.6 مليار سنة. ويعتقد علماء أن مذنبات ارتطمت بالأرض وجلبت الماء إلى الكوكب في المراحل الأولى لنشأته.

ووصلت السفينة روزيتا إلى المذنب 67"بي/تشوريموف-غراسيمنكو"، الذي اكتشف عام 1969، في أغسطس الماضي بعد رحلة استمرت عشر سنوات وخمسة أشهر وأربعة أيام.

وقطعت روزيتا خلال هذه الرحلة، التي تكلفت زهاء 1.4 مليار يورو (1.8 مليار دولار)، 6.4 مليار كيلومتر.