تبطش الحرب على غزة بالجميع، ولا تفرق بين أرواح الكبار والصغار، لكن أسوأ أوجه الأزمة، يكمن في أن لهذه الحرب، آثار نفسية مدمرة على الأطفال، وتخلف ندوبا قد لا ينفع معها العلاج.

الحرب التي تتسم بالدمار وإزهاق الأرواح، تضم مشاهد قد لا يقوى حتى الكبار على تحملها، تترك آثارا سيئة على الأطفال أيضا.

ومن لم تسلبهم آلة الحرب حياتهم من أطفال هذه الرقعة الساخنة من العالم، ليسوا أفضل حالا، ممن رحلوا، إذ جارت الحرب على براءتهم، وسرقت كل شيء جميل.

وبسببها تضاءلت في مخيلاتهم صور المدرسة، واللعب، ودفء الأسرة. بينما اكتظت تلك المخيلات، بمشاهد القصف، والدمار المروعة، وجثث الأحبة، وكل ما لا يمت للإنسانية بصلة.

وكما يقول مختصون لن تندمل جراح الحرب في نفوس هؤلاء الأطفال حين تضع الحرب أوزارها، إذ لا يجدي علاج مع ندوب الحرب، إن امتدت إلى كيان هذه الفئة النفسي.

وصنف الاستشاري النفسي جوزيف جورجوس الآثار السلبية للحرب على الأطفال بشكل عام، إلى نوعين، آنية وبعيدة المدى.

وقال جورجوس لسكاي نيوز عربية إن الخبرات الحياتية السيئة التي يعايشها الأطفال في الحروب، تؤدي آنيا إلى اختلال في السلوك واضطرابات في النوم وتلعثم في الكلام وفقدان الثقة بالنفس، وقد تتسبب في إصابة الأطفال بالتبول اللا إرادي.

وأضاف: "وعلى المدى البعيد هناك مشكلات ما بعد الصدمة، منها قلق مزمن وأرق دائم، وأحيانا نوبات من البكاء مع استرجاع الذكريات السيئة".

وتأخذ الندوب النفسية التي تصيب الأطفال الذين عاشوا الحروب، أشكالا متعددة ودرجات مختلفة من الشدة، ترتبط بعمر الطفل ودرجة إدراكه.

وحسب جورجوس، فإن إدراك الطفل فوق عمر الثلاث سنوات يكون متطورا، وبالتالي يتأثر أكثر بما يشاهده، بخلاف من هم تحت هذه السن.

ويصبح من الصعب على هؤلاء، التأقلم مع محيطهم مجددا، ما يعني أن في الانتظار جيل مضطرب نفسيا وسلوكيا، حسب الاستشاري النفسي.