أعرب وزير الصحة البريطاني، جيرمي هانت، عن صدمته إزاء انخفاض معدلات التشخيص المبكر لمرض الخرف في بلاده، في وقت بات هذا المرض يشكل خطرا حقيقيا على مستوى العالم، لاسيما مع عدم توفر العدد الكافي من دور الرعاية الخاصة للمصابين.

وتسلط تصريحات هانت الضوء على مرض الخرف الذي يصاب به عادة المسنون ويتميز بتراجع تدريجي للقدرات الذهنية ما يمنع المرضى من العيش بشكل مستقل، ويكلف على سبيل المثال المجتمع الأميركي أكثر من مرض السرطان أو أمراض القلب والشرايين.

وما يفاقم من هذه المشكلة، أن عملية التشخيص المبكر لمرض الخرف تواجه تحديات جمة لاسيما أنها تستغرق شهور عدة قبل أن تتضح أعراضه، كما أنه لا يوجد علاج فعال للمرض، بل يقتصر الأمر على محاولة الهيئات الصحية تحسين العناية المقدمة للمصابين به.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت العام الماضي أن نحو 35.6 مليون نسمة يتعايشون مع مرض الخرف حول العالم، وتوقعت أن يرتفع هذا العدد بنسبة الضعف بحلول عام 2030 (65.7 مليون)، وبنسبة تفوق 3 أضعاف بحلول عام 2050 (115.4 مليون).

وعن الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا المرض، تقول المنظمة إن تكلفة علاج ورعاية المصابين به تبلغ أكثر من 604 مليارات دولار أميركي سنويا، تشمل التكاليف المرتبطة بتوفير خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، وكذلك انخفاض أو ضياع دخل المصابين بهذا المرض والقائمين على رعايتهم.

وأمام هذه التحديات، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه عازم على استخدام رئاسة بلاده لمجموعة الـ8 لصياغة نهج دولي ينسق الجهود الرامية للتصدي لمرض الخرف لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن رعاية وعلاج المصابين.

وفي هذا السياق، تستضيف لندن في سبتمبر المقبل مؤتمرا دوليا يشارك فيه وزراء الصحة والعلوم من مختلف دول العالم ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

جدير بالذكر أن الخرف متلازمة يمكن أن تحدث بسبب عدد من الاضطرابات الدماغية التي تطال الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية، ويمثّل مرض ألزاهايمر أكثر أسباب الخرف شيوعا.