يجري العمل على قدم وساق في مدينة ودان وسط ليبيا، للبدء في أعمال تمهيد أول طريق "صديق للبيئة" في البلاد، وذلك في تجربة يمكن تعميمها مستقبلا على شبكة الطرق المتهالكة التي تصل بين مدن وبلدات تفصلها مساحات شاسعة.

وسيربط الطريق بين المدينة الواقعة في منخفض الكفرة وأحد المشروعات الزراعية في محيطها، الذي يتمتع بتربة خاصة، يمكن استغلالها في زراعات عديدة، وتصلح لمثل هذا النوع من المشاريع، كما يوضح المشرف على هذا البرنامج مصطفى الصغير.

أقوى من الطريق الأسفلتي

يستخدم في المشروع مواد صديقة للبيئة، ولا تتسبب في تلويثها، حيث تستعمل نفس تربة المنطقة وذلك بعد "دكها" جيدا باستخدام المعدات الحديثة، لتعادل قوتها ثلاثة أضعاف القطران الأسفلتي، وفق الصغير.

ولا تقتصر أفضلية المشروع على نوع المواد المستخدمة فيه وقدرتها فقط، بل إن عمرها الافتراضي أطول، والحديث للصغير، الذي يشير إلى أن الطريق لا يتأثر بارتفاع درجات الحرارة أو شدة البرودة.

الطريق سيربط بين المدينة وأحد المشروعات الزراعية

 عمل تطوعي

ينفذ المشروع بشكل تطوعي من قبل إحدى الشركات الأجنبية المتخصصة في هذا المجال، حسب المشرف على البرنامج.

ويفتح النجاح في هذه التجربة المجال أمام تعميمها، خصوصا أن مدن الجنوب تمتلك العديد منها تربة بخصائص أيضا ملائمة لمثل هذا المشروع.

ويتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع بشكل كامل خلال الفترة القليلة المقبلة، نظرا لعدم طول المسافة، كما يشير الصغير إلى أن الشركة قدمت ضمانا لصيانته وذلك لمدة خمس سنوات.

أنواع الطرق الصديقة للبيئة

لا تعد مشروعات الطرق التي تستخدم موادا غير مضرة بالطبيعة، أو "صديقة البيئة"، نوعا مستحدثا في أعمال التمهيد والرصف، بل كانت السائدة قديما، حيث كان حجر "البازلت" الأسود وغيره من الصخور يستخدم في تلك المهمة.

وحديثا تستخدم تقنيات حديثة لتمهيد الطرق عبر آلات الدك الترددية، التي تحتاج إلى عمالة مدربة لاستخدامها، وتجرى الاختبارات للطرق وأخذ عينات التربة للتأكد من احتمالها للسرعات المتوقعة للسيارات السائرة عليها، كما يتم اللجوء أيضا لمواد أقل إضرارا بالبيئة، مثل الأسفلت المُعاد تدويره والإطارات المطاطية الخُردة والمواد الحصوية الناتجة من مكونات الخرسانة الإسمنتية.

أخبار ذات صلة

قطع الطريق الساحلي في ليبيا.. وتهديدات باستهداف قوافل الوقود

تهالك الطرق

تعاني العديد من الطرق الداخلية والرابطة بين المدن الليبية، خصوصا في الجنوب، وذلك جراء توقف عمليات الصيانة بها طوال العقد الماضي نتيجة الاضطرابات السياسية في البلاد، حيث يشير مهندس أعمال البنى التحتية في مدينة غات جنوب غرب ليبيا، الخير محمد، إلى أن الطرق عمرها الافتراضي منتهٍ وبها حفر وأضرار بالغة.

وتمثل العديد من الطرق خطرا داهما على المواطنين الذين يستخدمونها، ولذلك  فهناك توصيات عاجلة من المختصين بالنظر في صيانتها، في ظل وقوع الكثير من الحوادث التي تخلف ضحايا وخسائر في الممتلكات، حسب حديث الخير.

وأظهرت آخر إحصائية رسمية خاصة بحوادث الطرق في ليبيا، والخاصة بالعام 2020، وقوع 4131 حادثا مروريا، نتج عنه مقتل 1761 و3275 إصابة، منها 1743 إصابة بليغة، في حين بلغ عدد السيارات المتضررة 6641 مركبة.

أخبار ذات صلة

10 أضعاف الإنتاج التقليدي.. مزارع بتقنيات متطورة في مصر
المغرب.. سيارة كهربائية "محلية" لتوزيع البريد