كشفت دراسة طبية حديثة، أن 3 أشخاص أصيبوا بالشلل، استعادوا القدرة على المشي مجددا، مما يعطي بارقة أمل لعدد كبير من المرضى مستقبلا.

وبحسب الدراسة المنشورة في صحيفة "نيتشر ميديسين"، فإن الأشخاص الثلاثة كانوا مصابين بشلل تام، ثم استعادوا القدرة على الحركة، إثر الخضوع لنظام التحفيز الكهربائي في المنطقة المعروفة بـ"فوق الجافية".

والمقصود بمنطقة "فوق الجافية" (epidural space)؛ هو الحيز التشريحي في العمود الفقري الذي يقع في الجزء الخارجي من القناة النخاعية.

وقال الأستاذ والباحث في علوم وتقنيات الأعصاب بجامعة لوزان السويسرية، غريغوار كورتين، إن هذه التقنية الطبية الجديدة، تم تطبيقها على أشخاص كانت لديهم إصابات بالغة في الحبل الشوكي أو النخاع.

وأوضح أن المصابين لم تكن لديهم قدرة على الشعور بالساقين، كما لم يكونا قادرين على الحركة.

وعندما تحصل إصابة في الحبل الشوكي، ينقطع الاتصال بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم، لكن دراسات سابقة قالت إن بعض المرضى يحتفظون ببعض القدرة على هذا الاتصال.

أخبار ذات صلة

كشف علمي يمهد لعلاج الدماغ والقلب "من دون جراحة"
تطور طبي "مثير" قد يشفي حالات الشلل بنجاح
اختراق علمي كبير.. حقنة واحدة تشفي من الشلل
معجزة مصرية.. تغلب على الشلل الدماغي والتحق بالعملاق العالمي

وفي سنة 2018، أدى استخدام نظام التحفيز من أجل علاج الألم لدى أشخاص مصابين في الحبل الشوكي، إلى نتائج وُصفت بالواعدة.

وأحرزت التقنية تقدما لافتا يتيح استهداف مناطق أوسع في النخاع، مما يسمح بالتحكم في حركات الساق والجذع.

ما دور الصحة النفسية لمساندة من فقد أحد أعضاء جسده؟

 

وعندما يكون المريض غير مصاب في الحبل الشوكي، تقوم الأعصاب الموجودة في النخاع باستخدام الإشارات من أجل التواصل مع الدماغ، لتحريك الساقين.

وعندما تحصل الإصابة في الحبل الشوكي، فإن هذه الإشارات تصبح ضعيفة للغاية، فيتعذر إحداث الحركة.

وفي هذا الإنجاز الطبي الحديث، تم إدخال جهاز على شكل مجداف، إلى جسم المريض، من أجل تحفيز إشارات الأعصاب حتى يصبح الشخص قادرا على المشي.

وقام الباحثون بربط أسلاك هذا القطب الكهربائي، بمحفز عصبي تمت زراعته تحت الجلد في منطقة البطن.

شملت الدراسة ثلاثة رجال تتراوح أعمارهم بين 29 و43 سنة، أصيبوا جميعا في الحبل الشوكي، من جراء تعرضهم لحوادث مرورية قبل سنوات من خضوعهم لهذه التقنية العلاجية.

وبفضل هذه التقنية، استطاع المرضى أن يتواصلوا مع الجهاز المزروع، من أجل اختيار الحركة التي يريدون القيام بها، مثل المشي أو الوقوف.

لكن الباحث في جراحة الأعصاب بـ"مايو كلينيك"، بيتر غران، اعتبر أن هذه الدراسة "خطوة كبيرة إلى الأمام، لكن ثمة ضرورة لتوضيح ما يقصد بالمشي".

وصرح الخبير بأن الدراسة "تتحدث عن عودة المرضى الثلاثة إلى المشي منذ اليوم الأول من خضوعهم للتقنية، لكن البيانات تظهر أن قيامهم بالخطوات في هذه المرحلة الأولى استلزم توفير دعامات تساعد على حمل 60 في المئة من وزنهم".

واستطاع المرضى أن يمشوا نحو 300 خطوة بالفعل، لكن بمساعدة دعامات، وهذا الأمر يظل بارقة أمل لدى كثيرين ممن اضطرهم المرض إلى أن يلزموا مكانا واحدا لا يبرحونه إلا عبر كرسي متحرك.