يحتفل العالم في الرابع والعشرين من أكتوبر كل عام، بـ"اليوم العالمي لشلل الأطفال"، في إطار الجهود الدولية الساعية للقضاء على المرض وإنقاذ حياة ملايين الأطفال.

وأعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، خلال الاجتماع الثالث للجنة الفرعية لاستئصال شلل الأطفال ضمن أعمال الدورة الـ68 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في 12 أكتوبر 2021 الماضي، برئاسة مصر والإمارات، إطلاق استراتيجية استئصال شلل الأطفال للفترة 2022- 2026.

وأكدت أن التعاون بين الدول الأعضاء وتكثيف ترصد فيروس شلل الأطفال وحشد الموارد والتمويل المحلي لتسريع وتيرة استجابة الدول الأعضاء لوقف سريان جميع فيروسات شلل الأطفال، كما لفتت إلى التقدم الكبير في استخدام اللقاح الفموي الجديد لشلل الأطفال.

وأشارت إلى اتفاق الدول الأعضاء، خلال الاجتماع الأول، على تكثيف الدعم في أربعة مجالات رئيسية، شملت تسليط الضوء على استئصال شلل الأطفال باعتباره طارئة صحية على مستوى الإقليم، كما تمت الدعوة إلى حشد دعم سياسي رفيع المستوى وتوفير الدعم المالي، بالإضافة إلى وضع إجراءات جماعية في مجال الصحة العامة لتطبيقها في جميع أنحاء الإقليم، ودعم المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال.

الحملة القومية الثانية

وفي مارس الماضي، وزيرة الصحة المصرية إطلاق الحملة القومية الثانية للتطعيم ضد شلل الأطفال للمصريين وغير المصريين المقيمين في مصر، من عمر يوم حتى 5 سنوات.

واستهدفت الحملة تطعيم 16.7 مليون طفل بالمجان، ويتلقى الأطفال جرعتين متتاليتين بهدف رفع المناعة المجتمعية ضد شلل الأطفال، وذلك من خلال المرور على المنازل للوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين للتطعيم.

أخبار ذات صلة

في "يومه العالمي".. ما أبرز أعراض شلل الأطفال وجهود مكافحته؟
حملة إماراتية تقدم 583 مليون جرعة ضد شلل الأطفال في باكستان

التطعيم الإجباري

وفي هذا السياق؛ قال استشاري الأطفال وحديثي الولادة، دكتور هشام زعزوع، إن مصر تعتبر من أول الدول التي اتبعت نظام التطعيم الإجباري للسيطرة على مرض شلل الأطفال.

وتابع في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التطعيم مر بمراحل عديدة، أولها تطعيم شلل الأطفال عن طريق الفم، وكان يتم إعطاء 3 جرعات لحديثي الولادة عند شهرين و4 شهور و6 شهور.

وشدد على أن هذه المراحل "أسفرت عن نجاح كبير للسيطرة على المرض"، بالإضافة إلى تطوير مصر لجرعات التطعيم، حيث أصبحت هناك جرعة إضافية عند 9 أشهر.

وأوضح أن حملات التطعيم التي استهدفت الشوارع المصرية، والمرور على المنازل، كانت تستهدف بصفة خاصة من لم يتم تطعيمه، والتأكّد من تطعيم جميع الأطفال.

الجرعة الصفرية

واعتبر زعزوع أن تلقي أي طفل التطعيم، بالإضافة إلى تلقي جرعة إضافية، "لا يؤثر على صحته في المستقبل"، بل وصفها بـ"الفائدة الكبيرة"، التي تساهم في تقوية مناعته.

وبناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية و"يونيسف"، فإن الدول التي تقع في مناطق قاربت على القضاء على شلل الأطفال، يجب عليها إدخال تطعيم شلل الأطفال بالحقن، وذلك لزيادة مناعة الأطفال ضد الفيروس.

وأضاف: "التطعيمات نفسها أصبح بها أنواع لسلالات ليست موجودة في التطعيمات الأصلية، والتي تُعد إضافة للطفل في تقوية مناعته، وأصبح هناك تطعيم الجرعة الصفرية لشلل الأطفال، غير الجرعات الأربعة، بالإضافة للجرعة المنشطة".

والجرعة الصفرية لتطعيم شلل الأطفال تُعطى للطفل بعد انقضاء أول 24 ساعة من ولادته، عن طريق نقط في الفم.

أخبار ذات صلة

الصحة العالمية تشيد بدور الإمارات "الإنساني" في باكستان
مصر.. بدء تنفيذ خطة الاكتفاء الذاتي من لقاحات كورونا

الحقن العضلي

وأوضح استشاري الأطفال أن مصر بدأت منذ ما يقرب من عام في إعطاء التطعيمات عن طريق الحقن العضلي، وهو أحدث طرق العالم لتقوية مناعة الطفل ضد شلل الأطفال.

ووصف الحملات التي نفذتها مصر بـ"القوية"، والتي تعد سببا أساسيا في السيطرة على انتشار الفيروس، مذكرا بالحملات التي نفذتها قبل 10 سنوات.

ويواصل حديثه قائلا: "نجحت مصر من خلال الحملات في سرعة الكشف عن أي حالات بها شلل رخوي، أو احتمالات لشلل أطفال، عن طريق نزول فرق طبية لأي حالة مشتبه بها".

تعقب الحالات الجديدة

ويستطرد: "الفرق الطبية كانت تتأكد إذا كان الطفل مصابا بشلل الأطفال أم لا من خلال اختبار الفيروسات، وتتعقل كيفية وصول المرض إليه. على الرغم من ندرتها فإنها كانت تتعقب أي احتمال ولو 1 بالمئة يمكن أن يسبب شلل الأطفال".

وأردف: "بعد 40 عاما من ممارستي لطب الأطفال، نستطيع أن نقول بملء الفم إن مصر خالية من فيروس شلل الأطفال، خاصة وأنه في البداية كان يسبب مضاعفات كثيرة، وحالات يحدث لها تشوهات أو قد تحتاج للتدخل الجراحي. هذه الأمور أصبحت غير موجودة على الإطلاق"، مؤكدا أن "المرض مسيطر عليه في مصر حاليا".