الملابس المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره صيحة في عالم الموضة، فمن الأحذية الرياضية حتى ملابس السباحة، ويتزايد هذا الاتجاه تحت ضغط زيادة الاحتباس الحراري والبحث عن المنتجات الصديقة للبيئة.

وهو ما يثير تساؤلا هاما: هل يساعد هذا البيئة بالفعل؟، على المدى القصير يمكن الإجابة بنعم، خاصة وأن استخدام البوليستر المعاد تدويره يقلل من انبعاثات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 70 بالمئة، بحسب مجموعة "تكستايل إكستشانج" غير الربحية.

ومع ذلك، وكما هو الحال مع كل الأشياء الجيدة، هناك مشكلة، وهي أنه من المرجح أن تطلق المواد البلاستيكية المعاد تدويرها جزيئات بلاستيكية دقيقة عند غسلها؛ ما قد يلوث المياه.

وبنشاط تجارة التجزئة على الإنترنت تضاعف حجم ملابس السباحة والنشاط الرياضي المصنوعة من مواد معاد تدويرها أكثر من الضعف في العام الجاري حتى يونيو مقارنة بعام 2020، وفقًا لمنصة "إدتيد"Edited  لمعلومات التجزئة.

و"تسربت النفايات البلاستيكية إلى كل قطاع، وتعتمد العلامات التجارية للأحذية الرياضية من أديداس ونايكي إلى العلامات "المستدامة" مثل " Veja"، على البلاستيك المعاد تدويره للحصول على أوراق اعتمادها الخضراء"، بحسب حديث محمد قاسم الرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة في مصر لـموقع "سكاي نيوز عربية".

وقال قاسم إن شركات الـ "Fast Fashion"، بحسب تعبيره، تهتم بالبضاعة التي يتم تدويرها سريعا وتتميز بالألوان الزاهية التي يرغبها الشباب المعنيين بحماية البيئة.

"مجرد دعاية"

غير أنه شدد على أن ما ترفعه تلك الشركات من شعارات تتعلق بحماية البيئة هو "مجرد ترويج لزيادة مكاسبهم"، ولكنهم لا يعطون الاهتمام الحقيقي للحفاظ على البيئة".

كما لفت إلى أنه من المرجح أن ينتهي المطاف بملابس السباحة البلاستيكية المعاد تدويرها في مكب النفايات أو العودة إلى البحر حيث ينتج عن الغسيل دخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى المياه.

وبدأت القصة 2007 بطفرة في البلاستيك المعاد تدويره عندما أطلقت شركة "يونيفاي" الأميركية ألياف بوليستر معادا تدويرها، وكانت شركتا "باتاجونيا" و"بولارتيك" لصناعة الملابس من بين أول عملائها.

وتشكل ألياف البوليستر المعاد تدويرها الآن نحو 40 بالمئة من عائدات مبيعاتها، وتستخدمها 800 علامة تجارية.

أخبار ذات صلة

"علامة تجارية" تنتصر للباعة الجائلين المهاجرين في برشلونة
"نصائح ذهبية" لحماية الأطفال من أشعة الشمس

"توجه عالمي"

وعلى الجانب الآخر، قال مجدي طلبة الرئيس التنفيذي السابق للمجلس الأعلى لصناعات النسيج في مصر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن استخدام البلاستيك المعاد تدويره أصبح توجها عالميا مع تزايد الذعر من التغير المناخي.

وفي تقديره، فإنه خلال الخمس سنوات القادمة إذا لم تكن الدول العربية قادرة على تصدير ملابس معاد تصديرها فسوف يخسر قطاع الملابس فيها جزءً مهما من عائداته.

وعن سبب ارتفاع أسعار الملابس المصنعة بهذه الطريقة، يقول طلبة إن العمليات التي تتم على هذه المواد مكلفة جدا.

وبحسب دراسة حديثة، فإنه حتى لو حققت العلامات التجارية للأزياء أهدافها لإعادة التدوير، هناك مشكلة أخرى، وهي أن البوليستر المعاد تدويره ليس قابلا لإعادة التدوير ميكانيكيا بحد ذاته، ومن المحتمل أن ينتهي به الأمر في مكب النفايات.

والطريقة الوحيدة لتحقيق إعادة تدوير دائرية من المنسوجات هي إعادة التدوير الكيميائي، وهي عملية يتم فيها تقسيم النفايات البلاستيكية إلى مواد كيميائية أو زيوت، ما يوفر المواد الخام للبلاستيك في المستقبل.