كثف المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في دولة الإمارات العربية المتحدة جهود تطوير عملية الاستمطار، التي تسهم في زيادة معدلات هطول الأمطار، عبر استخدام أحدث تقنيات تلقيح السحب الركامية.

وبدأت عملية الاستمطار في الإمارات عام 2000 بشراكة أميركية. ولهذه العملية منفعة اقتصادية كبيرة، فقد أثبتت الأبحاث أنها الأرخص ستين ضعفا مقارنة بتكلفة البدائل الأخرى، مثل محطات تحلية المياه.

ولا تتم عملية الاستمطار بصناعة السحب أو تغيير مسارها، لكن بتلقيحها للحصول على أعلى نسبة من المياه الكامنة بها لتصل إلى سطح الأرض.

وفي هذا الصدد، يقول على محمد آل مسلم، المختص في التنبؤات الجوية بالمركز الوطني للأرصاد والزلازل، إن عملية الاستمطار تتم بإطلاق شعلات مكونة من كلوريد البوتاسيوم والكلسيوم والصوديوم، حيث تجتذب هذه الأملاح البخار وتحدد حجم قطرات المياه عن طريق التحكم في درجة حرارة حرق تلك الشعلات.

بدوره، قال فيصل حمد المهيري، رئيس قسم الاستمطار في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في الإمارات، "إن عملية الاستمطار تسبقها عدة مراحل تحضيرية تستغرق حوالي اثنتين وسبعين ساعة  للقيام بالتنبؤ الجوي".

وأوضح المهيري لـ"سكاي نيوز عربية" أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل يقدم كافة خدمات الأرصاد عن طريق شبكة رادارات طقس متطورة، تضم ما يزيد على ستين محطة لرصد عوامل الطقس المختلفة.

"نجح المركز في تسيير 168 رحلة في 2012، ويتم توجيه طائرات الاستمطار عبر أجهزة رادارات الطقس."

وتحتاج عملية الاستمطار لتعاون فريق كامل يعمل كخلية نحل للتحضير لها، وهناك أيضا فرق متابعة توثق هذه العملية، وتتابعها على الأرض.

وتتم متابعة تكون السحب داخل المركز الوطني للأرصاد، لتوجيه الطائرات التي تقوم بعملية الاستمطار من خلال أجهزة رادارات الطقس بالتنسيق بين المسؤولين من إدارة هذه العملية ومن هم على متن الطائرة. ويمتلك المركز أربع طائرات من طراز KING AIR C 90 وتربض في مطار مدينة العين.

وهذه الطائرات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات المستخدمة في عمليات الاستمطار الصناعي وأبحاث الغلاف الجوي. ورغم أن ارتفاعها خلال التحليق لا يزيد عن ثمانية آلاف قدم، إلا أن الرحلة لا تخلو من مخاطر.

ويشير آل مسلم، المختص في التنبؤات الجوية بالمركز الوطني للأرصاد والزلازل، إلى أن المركز يضع أمامه كافة الأخطار التي يمكن أن تواجه الطيارين الذين يقومون بعملية الاستمطار للحفاظ على سلامة الفريق.

ونجح المركز القومي للأرصاد الجوية في تسيير 168 رحلة في 2012، ويقول المسؤولون فيه إن تبادل الخبرات في هذا المجال يحقق نجاحا لهذا المشروع الضخم .