لم يكن تأهل الأهلي الإماراتي التاريخي، الثلاثاء، إلى نهائي دوري أبطال آسيا، سهلا، بعدما تحقق بفوز دراماتيكي في اللحظات الأخيرة على حساب منافس عنيد، لكنه في الوقت نفسه يبدو منطقيا بالنظر إلى سنوات من العمل الدؤوب، والصفقات الرائعة.

وكان الأهلي قاب قوسين أو أدنى من فقدان حلمه بالوصول إلى النهائي بعدما فرط بتقدمه في الشوط الأول بهدفين للبرازيليين رودريغو ليما (17) وإيفرتون ريبيرو (45)، وافسح المجال للهلال السعودي بإدراك التعادل عبر البرازيليين إيلتون ألميدا (51) وكارلوس إدواردو( 63)، لكن الكوري الجنوبي كوون كيونع-وون كان حاضرا لتسجيل هدف قاتل في الدقيقة الرابعة من الوقت الضائع، مهديا فريقه ما يمكن اعتباره "أغلى فوز في تاريخه".

واستفاد الأهلي من تعادله ذهابا مع الهلال 1-1 في الرياض ليتفوق 4-3 بمجموع المباراتين، ليستمر بالحلم الأكبر، وهو إحراز اللقب القاري وتكرار ما فعله مواطنه العين عام 2003 عندما صعد إلى منصة التتويج، وحقق الإنجاز الوحيد للكرة الإماراتية حتى الآن في البطولة.

ويلتقي الأهلي في الدور النهائي مع غوانغجو إيفرغراندي الصيني، بطل 2003، أو غامبا أوساكا الياباني بطل 2008 في السابع من نوفمبر في دبي، و21 منه خارج أرضه.

ويعد الأهلي حاليا واحدا من أغنى الأندية الإماراتية على الإطلاق، ما سمح له بإبرام تعاقدات مميزة، وضم لاعبين أجانب ومحليين على أعلى مستوى، كان من بينهم الموسم الماضي البرازيلي إيفرتون ريبيرو، القادم من كروزيرو مقابل نحو 19 مليون يورو، ومواطنه رودريغو ليما من بنفيكا البرتغالي مقابل 7 ملايين يورو.

كما يضم الكوري الجنوبي كوون كيونغ-وون والمغربي أسامة السعيدي، الذي لا يشارك أساسيا.

ويعتبر الأهلي الوحيد الذي تضم تشكيلته الأساسية لاعبين دوليين أو سبق لهم تمثيل المنتخبات الإماراتية، إذ تعاقد منذ عام 2010 مع أبرز العناصر وبصفقات قياسية على الصعيد المحلي مثل ثنائي حراسة المرمى ماجد ناصر وأحمد محمود من الوصل، وعبد العزيز صنقور من الشارقة، وحبيب الفردان من النصر، ووليد عباس وعبد العزيز هيكل من الشباب، وعيسى أحمد من الوحدة.

وشكل هؤلاء، مع وجود الدوليين من أبناء النادي، مثل أحمد خليل وماجد حسن وإسماعيل الحمادي، قوة ضاربة، قال عنها أحمد عيسى القائد السابق للأهلي والمنتخب الإماراتي "إنها أفضل تشكيلة في تاريخ النادي".

ومكنت هذه الإمكانات الفنية والمالية، وبوجود المدرب الخبير الروماني كوزمين أولاريو، الاهلي من فرض سطوته مع العين على البطولات المحلية في السنوات الثلاث الأخيرة.

ولم يكن غريبا في ظل هذه الإمكانات أن يصل الأهلي إلى نهائي دوري أبطال آسيا، علما أنه لم يتجاوز طوال مشاركاته السابقة حاجز دور المجموعات.

وقال أولاريو "أنا سعيد من أجل اللاعبين، لم يتوقع الكثيرون أن ينجحوا في الوصول إلى هذا المكان والآن هم في النهائي، وقد أخبرت اللاعبين أنهم يجب ألا يتوقفوا هنا".

وعن المباراة النهائية قال "سنحاول تقديم أفضل ما بوسعنا من أجل تحقيق الحلم ونستطيع فعل ذلك، في أي بطولة هناك تجارب صعبة، ولكن في هذه البطولة لعبنا منذ البداية وحتى الآن بصورة جيدة كمجموعة، ولم نخسر أي مباراة".