لم تقتصر الدكتاتوريات في العالم على السياسة فحسب، بل تجاوزتها إلى الرياضة، فأصبحت المناصب حكرا على شخصيات محددة وجدت لنفسها الطريق إلى الكرسي ولم تعد ترغب بالتنازل عنه، ولم تفرغ هذه المناصب إلا بالمرض أو قضايا فساد.
الفيفا كاتحاد دولي يعتبر أكثر الجهات دكتاتورية، وجلس على عرشها شخصيات ارتبطت أسماؤهم بالفساد والاستبداد بالقرار، أشهرهم على الإطلاق البرازيلي جواو هافيلانج، وجوزيف بلاتر.
وتولى هافيلانغ (95 عاما) رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لما يقرب من ربع قرن من الزمان وبالتحديد منذ عام 1974 وحتى 1998.
ومن أطرف المواقف في حياة هافيلانغ، حين حاول تنصيب نفسه رئيسا شرفيا للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" دون الحصول على موافقة مسبقة من أعضاء اللجنة التنفيذية والرئيس الحالي جوزيف بلاتر.
وكان هافيلانج صاحب الفضل في تولي جوزيف بلاتر لرئاسة الفيفا، وحاول في تلك الفترة إظهار نفسه كرئيس شرفي للفيفا بعد انتزاع اللقب منه لكن رجال بلاتر تصدوا له.
وواجه هافيلانج اتهامات خطيرة بالحصول على رشى خلال فترة رئاسته للفيفا، فبادر بالاستقالة خوفا من الإقالة المحتملة التي تمثل خروجا مهينا ومخزيا له وصدمة بالغة بعد مسيرة طويلة مع الرياضة.
ويعد هافيلانج الوحيد في التاريخ الذي نال شرف الاحتفاظ بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية مدى الحياة، والتي يشغل عضويتها منذ 1963.
"الأخطبوط" بلاتر
ومن المعروف أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جوزيف بلاتر البالغ عمره (78 عاما) والذي تقلد المنصب في 1998، يسعى للترشح لولاية خامسة، رغم مزاعم فساد حاصرته طيلة سنوات قيادته للفيفا.
وأعاد بلاتر تذكير الدول الإفريقية بالدعم المالي المكثف من الفيفا للاتحاد القاري، بمناسبة افتتاح الجمعية العمومية للكاف منذ أيام، وأعلن بلاتر أن الفيفا أنفق نحو 700 مليون دولار على عدة برامج في أنحاء القارة السمراء.
من جانبه، أعلن الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" أن أصوات أعضاء الجمعية العمومية ستدعم بلاتر في انتخابات رئاسة "فيفا" المقبلة في 29 مايو.
وقال حياتو في افتتاح أعمال الجمعية، موجها حديثه لبلاتر: "هناك إجماع من قبل الدول الأعضاء في عمومية كاف على مساندتك أمام منافسيك".
وفي يد بلاتر دعم غالبية الدول الإفريقية وعددها 54 اتحادا، وعلى الأقل نصف الدول الآسيوية وعددها 47 بالإضافة للأعضاء الـ11 في اتحاد أوقيانوسيا و10 من أميركا الجنوبية ونصف أعضاء اتحاد أميركا الشمالية.
حياتو دكتاتور "الكاف"
ويعرف حياتو أيضا بالدكتاتورية، فقد أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" أن جمعيته العمومية قد صوتت بالإجماع على إلغاء السن القانونية لرئيس الاتحاد البالغة 70 عاما.
وهو قرار سيمنح حياتو فرصة الترشح لفترة ولاية أخرى بعد أن يتخطى السبعين في 2017. ويرأس حياتو (68 عاما) الاتحاد الإفريقي منذ عام 1988 وقد أعيد انتخابه لولاية سابعة على التوالي عام 2013.
"سامارانش" عملاق اللجنة الأولمبية
شغل الإسباني خوان أنطونيو سامارانش الذي توفي عام 2010، منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، لمدة 21 سنة (1980 إلى 2001) تخللها ظهور الاحترافية وانهيار الكتلة الشيوعية.
وكافح سامارانش بشكل كبير، من أجل عقد الجمعية العمومية للجنة الأولمبية عام 1995 بالعاصمة المجرية بودابست من أجل رفع سن الاعتزال من 75 إلى 80 عاما.
وبعدها بأربع سنوات، تفجرت فضيحة الفساد الخاصة بأولمبياد سولت ليك 2002 الشتوي لتكون أسوأ فضيحة في التاريخ الأولمبي. واضطر سامارانش لتقديم بعض التنازلات من أجل منع هذه الفضيحة من تلويث وتدمير تراثه وإنجازاته.
وتراجع سن الاعتزال من 80 إلى 70 عاما كما تقرر منع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من زيارة المدن المتقدمة بطلبات لاستضافة الدورات الأولمبية، وتقرر السماح لأعضاء مستقلين ورياضيين سابقين بالدخول إلى عضوية اللجنة الأولمبية الدولية.
لكن سامارانش نجح في الدفع بابنه "خوان أنطونيو سامارانش" إلى عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، حيث أصبح عضوا بارزا فيها.