قبل انطلاقها، لم يبرز بوضوح مرشحون حقيقيون للمنافسة على لقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، وبعد انقضاء الدور الأول لا يزال المشهد ضبابيا.

فلم يحقق ولو منتخب واحد العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث بمجموعته، وهي حقيقة ترسم صورة لموقف يصعب فيه الاختيار بين المرشحين.

وانتهت 13 من أصل 24 مباراة في مرحلة المجموعات بالتعادل على مدار 12 يوما من المنافسات ما يعكس التكافؤ ونقص المواهب القادرة على الحسم بين 367 لاعبا مشاركين في النهائيات.

ولا حتى نجوم إفريقيا المشاهير مثل يايا توريه وسيدو كيتا، ولا نجومها الجدد مثل بيير إيمريك أوباميانغ وياسين براهيمي وساديو ماني فرضوا أنفسهم في البطولة.

وبنهاية مرحلة المجموعات، الأربعاء، ازداد الغموض بشأن هوية البطل المحتمل، بل إن دور الثمانية لم تكتمل فرقه بعد.

فالخميس ستجرى قرعة لحسم التأهل بمركز الوصيف في المجموعة الرابعة وذلك للمرة الثالثة التي يلجأ فيها المنظمون في تاريخ البطولة التي بدأت قبل 58 عاما.

وتتساوى غينيا ومالي في كل شيء بعدما تعادلت كل منهما 1-1 في جميع مبارياتها الثلاث.

وفي دور الثمانية تأهلت منتخبات تباين تاريخها بالبطولة، فتونس حققت اللقب عام 2004 على ملاعبها، وللكونغو الديمقراطية لقبان في البطولة آخرهما في 1974، بينما كان آخر ألقاب غانا الأربعة في 1982.

وتوجت كوت ديفوار مرة وحيدة في 1992، وكان لقب الجزائر الوحيد قبل ذلك بعامين. أما الكونغو فأحرزت اللقب في 1972.

وفشلت كوت ديفوار مرارا في الفوز باللقب خلال البطولات السابقة رغم ترشيحها في كل مرة.

وهذه المرة وبعد الأداء الضعيف في التصفيات لا يحمل الفريق عبء التوقعات رغم نجاحه في الإطاحة بالكاميرون مبكرا بالفوز بهدف نظيف في مالابو الأربعاء.

وكانت الجزائر، وهي أعلى فرق القارة تصنيفا، الأكثر خطورة أمام المرمى مسجلة خمسة أهداف في مرحلة المجموعات، لكنها استفادت من هدف بطريق الخطأ وآخر من خطأ دفاعي واضح وكليهما في مباراتها ضد جنوب إفريقيا.

واستفادت غانا من الروح القتالية العالية لتحقيق انتفاضة قبل 20 دقيقة من نهاية مباراتها الأخيرة في المجموعة الثالثة في مثال نادر على المشاعر الوطنية العالية التي تصاحب عادة كرة القدم الإفريقية.

لكن النجاح الحقيقي في الدور الأول جاء من منتخب البلد المضيف الصغير الذي خالف التوقعات وتأهل لدور الثمانية.

ولم يكن أمام غينيا الاستوائية الكثير من الوقت لإعداد فريقها للمنافسات بعدما اختيرت على عجل لاستضافة البطولة أثر استبعاد المغرب وغيرت مدربها قبل أسبوعين فقط من انطلاق النهائيات.

لكنها رغم ذلك لم تسمح سوى بهدف واحد في شباكها، وتعيش البلاد فرحة عارمة بينما تستعد لاستكمال مسيرتها الحالمة.