اعتقد الكولومبيون أن "النمر" راداميل فالكاو سيقود منتخب بلاهم لكرة القدم في مونديال البرازيل بعد أيام، وعادت إلى أذهانهم ذكريات نسخة عام 1990 عندما تأهلت كولومبيا للمرة الأولى والأخيرة للدور الثاني، من أصل 4 مشاركات سابقة في كأس العالم.

لكنهم اصطدموا بكابوس مفزع، بعدما أعلن المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، الثلاثاء، أن مهاجم موناكو الفرنسي لم يتعاف من إصابة بقطع في الرباط الصليبي لحقت به في يناير الماضي، ولن يكون ضمن المشاركين في المونديال الذي ينطلق في 12 يونيو الجاري.

وضاعت الجهود المضاعفة التي بذلها فالكاو من أجل التعافي من الإصابة، التي تعرض لها مع موناكو في مسابقة الكأس المحلية، ضد فريق من الهواة، وذبك بعدما تعززت آمال جماهير كولومبيا بمشاركته على خلفية استدعائه إلى التشكيلة الأولية استعدادا للمونديال.

واتخذ قرار استبعاد فالكاو بعد أن تشاور بيكرمان مع الجهاز الطبي، الذي ارتأى أن اللاعب الذي يقترب من إتمام عامه التاسع والعشرين، لن يكون لائقا لدرجة المنافسة في كأس العالم.

"إنه يوم حزين، بكل حزن، أخبركم نبأ غياب راداميل فالكاو ولويس بيريا عن نهائيات كأس العالم لأنهما لم يتعافيا من الإصابة"، هذا ما قاله بيكرمان الذي كان متأثرا دون أدنى شك بغياب فالكاو أكثر من افتقاد لبيريا.

ولم يكد بيكرمان ينهي إعلان تشكيلته النهائية، حتى لجأ الكولومبيون إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التعبير عن حزنهم.

الرئاسة تتدخل

واضطر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أن يتدخل بنفسه من أجل رفع معنويات أبناء بلاده، من خلال حسابه على موقع "تويتر"، حين قال: "البلاد تأسف على غياب النمر فالكاو. رغم ذلك، نحن نعلم أن منتخبنا سيلعب دورا كبيرا".

أما بيكرمان فطالب الجميع بأن يثقوا بمجموعة اللاعبين الموجودين في التشكيلة، متحدثا عن "طموح كبير" خصوصا في ظل تواجد منتخبهم في مجموعة تضم اليونان وكوت ديفوار واليابان.

بدوره، قال فالكاو: "إنها لحظة صعبة، لكني سأساند المنتخب بكل قوتي. المهاجمون الذين تم اختيارهم لقيادة الفريق أثبتوا جدارتهم ويستحقون التواجد في صفوف المنتخب".

لكن محاولات الرئيس والمدرب والنجم لم تتمكن من امتصاص صدمة الكولومبيين، خصوصا في ظل الأجواء الكئيبة التي "عممتها" الصحف المحلية، وبينها "إل تييمبو" التي تصدر فيها خبر غياب فالكاو العناوين على حساب تنحي ملك إسبانيا، واختارت عنوان "الغياب الكبير".

أما "إل إسبكتادور"، فكتبت "النمر الحزين"، فيما لم تتردد "إل باييس" في الحديث عن "الوقت الأكثر حزنا في تاريخ كولومبيا".

تهديد بالقتل

وتسبب خبر غياب فالكاو عن النهائيات، في استفاقة مشاعر الضغينة والكراهية ضد سونر إرتيك، لاعب فريق الهواة شاسولاي الذي تسبب بإصابة النجم الكولومبي خلال المباراة بين الفريقين في كأس فرنسا.

وأصبح إرتيك الاسم الأكثر تداولا في محركات البحث على الإنترنت في كولومبيا، وذلك بعد أشهر عدة على اضطرار هذا المدافع إلى إغلاق حسابه في موقع "فيسبوك" بسبب تهديده بالقتل.

وكتب مستخدمو الإنترنت في كولومبيا عبارات مثل: "نعم. الآن يجب قتل سونر إرتيك"، أو "سونر إرتيك ابن.... أريد أن أقتل عائلته بأكملها".

ولطالما ارتبط العنف بكرة القدم في كولومبيا، والعالم ما زال يتذكر ما حصل مع المدافع الدولي أندريس سكوبار، الذي قتل في مرآب ملهى ليلي بعد شهر على الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى بلاده، في مونديال 1994.