ربما لم يتوقع أكثر المتشائمين من عشاق مانشستر يونايتد انطلاقة فريقهم المخيبة للآمال هذا الموسم، تحت قيادة مديره الفني الجديد، ديفيد مويز.

وحقق فريق الشياطين الحمر، المتوج بلقبه العشرين في "بريميرليغ" الموسم الماضي، أسوأ بداية له في 24 عاما على يدي المدرب الاسكتلندي، الذي وفد ليخلف السير أليكس فيرغسون، أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، فلم يقنع أبدا حتى الآن.

ويقبع مانشستر يونايتد في المركز الثاني عشر بعد 6 جولات، بعدما حقق انتصارين، وتعادل مرة واحدة، وخسر 3 مرات، جاء آخرها أمام وست بروميتش ألبيون، بمذاق "كارثي"، كونها كانت الأولى أمام الفريق المغمور على ملعب "أولد ترافورد"، ولأنها جاءت مباشرة عقب أخرى "مهينة" أمام الغريم مانشستر سيتي بنتيجة عريضة 1-4.

الخسارة المزعجة ترددت أصداؤها بوضوح، حتى قبل أن يغادر مويز أرض ملعب "أولد ترافورد"، إذ لاحقته صافرات استهجان "نادرا" ما تسمع في معقل الشياطين الحمر.

ورغم أن مويز، أطلق عقب نهاية المباراة تصريحات هادئة، أشار خلالها إلى حتمية تعرض أي فريق للخسارة، وأهمية التصدي لتراجع النتائج بالطريقة المناسبة، إلا أن تصريحاته بدت بالنسبة لكثيرين محاولة للتحلي برباطة الجأش، والظهور بمظهر مدرب شجاع لا تكسره النتائج السلبية.

وكانت إدارة مانشستر يونايتد، ممثلة بمدير اتصالات الفريق، فيل تاونسند، أعربت قبل أيام عن دعمها لمويز و"مشروعه لتكوين فريق للمستقبل"، على حد تعبير تاونسند الذي انتقد في الوقت ذاته "التسرع في الحكم على المدير الفني الجديد".

لكن البعض شرع، مبكرا جدا، في إجراء المقارنات بين "السير" الذي أمضى نحو 27 عاما قائدا ليونايتد، ومويز، القادم من إيفرتون قبل أشهر قليلة.. وهي مقارنات تبقى بكل المعايير مجحفة للأخير.

بيد أن شجاعة مويز، التي لم تنعكس أبدا على أداء لاعبيه فوق المستطيل الأخضر، ودعم الإدارة، الذي يبدو متوقعا حتى الأن، ربما لن يستطيعا إزالة شكوك جماهير لا ترضى بديلا عن الألقاب، كما أنهما يهددان بإجهاض، مبكر جدا، لمسيرة مدرب اختاره "السير" خلفا له، فاعتبره كثيرون أسوأ خلف، لخير سلف.