ستكون قوة الفرق العربية على المحك خلال يومي السبت والأحد في الجولة الأولى من ربع نهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، التي تشهد أول مواجهة عربية في هذا الدور بين جمعية أولمبي الشلف الجزائري وضيفه النجم الساحلي التونسي ضمن المجموعة الأولى.

ولم تكن قرعة دور الثمانية منصفة حيث أوقعت النجم الساحلي ومواطنه الترجي الرياضي حامل اللقب في مجموعة واحدة، وكذلك الأهلي المصري وغريمه الزمالك في الثانية، علما بأن أول وثاني كل مجموعة يتأهلان إلى نصف النهائي.

وإذا كان من الصعب التكهن بنتيجة المباراة الأولى في المجموعة الأولى بين الفريقين العربيين، فالأمر ذاته ينسحب على الثانية، حيث يحل بطل الموسم الماضي ضيفا على صن شاين ستارز النيجيري في مهمة صعبة للغاية.

والأمر لا يختلف كثيرا في المجموعة الثانية حيث ينتقل الزمالك إلى غانا لمواجهة تشلسي، فيما يستضيف الأهلي في القاهرة مازيمبي الكونغولي الديموقراطي بطل المسابقة مرتين متتاليتين عامي 2009 و2010.

واستعد الفريقان المصريان اللذان يجمعهما هاجس واحد بطموح مختلف، هو إعادة اللقب إلى مصر بعدما غاب 4 أعوام (منذ تتويج الأهلي عام 2008)، لكن كل منهما يريده في خزانته، فضلا عن المشاركة في بطولة العالم للأندية.

وجهز المدير الفني للأهلي حسام البدري القوة الهجومية لحصد النقاط الثلاث خلال مواجهة مازيمبي العنيد، وصيف بطل العالم في 2010، وثالث أكثر الأندية فوزا بالمسابقة.

وسبق لمازيمبي أن أحرز لقبها مرتين تحت مسمى "انغلبير" عامي 1967 و1968، قبل أن يصبح باسمه الحالي مازيمبي، ويحقق عدة ألقاب قارية تجعله في مصاف الفرق الإفريقية الكبيرة (كأس الاتحاد الإفريقي مرة واحدة والسوبر الإفريقي مرتان) وألقاب محلية (الدوري 10 مرات والكأس 5 مرات).

ولا تجوز المقارنة بين مازيمبي والأهلي صاحب 122 لقبا محليا وإفريقيا، لكن الأول اجتهد في السنوات الأخيرة، والدليل تتويجه مرتين متتاليتين، قبل أن يعيد الترجي التونسي اللقب إلى الخزائن العربية ببطولة 2011.

ووصل الأهلي، بطل المسابقة 6 مرات، إلى دوري المجموعات بعدما تخطى كوفي الإثيوبي (3- صفر في مجموع اللقاءين)، ثم استاد مالي بعد الخسارة في باماكو صفر-1 والفوز في القاهرة 3-1 (بثلاثية محمد أبو تريكة).

فيما بلغ مازيمبي دور الثمانية على حساب ديناموز الزامبي (7-1 في مجموع اللقاءين)، ثم المريخ السوداني (3-1 مجموع اللقاءين أيضا).

والتقى الفريقان في هذا الدور عام 2002 في مجموعة واحدة ضمت أيضا الرجاء المغربي وجان دارك السنغالي، وحقق الأهلي الفوز في القاهرة 1-صفر وتعادلا سلبا في الكونغو، ورغم ذلك لم يتمكن الأهلي وقتها من بلوغ دور الأربعة الذي حجز بطاقتيه الرجاء ومازيمبي.

ويعتمد الأهلي على مزيج من العناصر الشابة الواعدة أمثال سعد سمير وأحمد صديق والإيفواري أوسو كونان الوافد الجديد من صفوف مصر المقاصة، وشهاب الدين أحمد ومحمود "تريزيغيه".

إلى جانب عناصر الخبرة مثل محمد أبو تريكة، الذي استعاد كثير من لياقته الفنية والذهنية، ومحمد بركات ومحمد شوقي ومحمد ناجي جدو وعماد متعب وسيد معوض.

وخاض الأهلي 3 مباريات متفاوتة القوة في معسكر تركيا الأخير، ففاز على أنطاليا سبور 7-1، وكابس 10-1، وتعادل مع أرينا الروسي سلبا.

من جانبه، يعول الفريق الكونغولي على النجم الزامبي راينفورد كالابا الذي ساهم في تتويج زامبيا بطلة لإفريقيا (2012)، ومابي مبوتو هداف بطولات إفريقيا التاريخي حتي الآن (برصيد 40 هدفا)، بعد أن تخطى رقم المصري محمود الخطيب لاعب الأهلي السابق (37 هدفا) منها 4 في النسخة الحالية، وكابانغو مولوتا وغيرهم.

مازيمبي حقق نجاحات كثيرة مؤخرا

وفي قلعة الزمالك البيضاء، استعاد المدير الفني حسن شحاته الكثير من جاهزية الفريق بعدة لقاءات ودية محلية لرفع الروح المعنوية للاعبين وتقييم الجدد منهم، أبرزهم البوركيني عبدالله سيسيه، والحارس أحمد الشناوي، القادمان من المصري البورسعيدي.

وسادت حالة من الارتياح الشديد لدى الجهاز الفني واللاعبين بعد قرار الاتحاد الإفريقي بنقل اللقاء بين تشلسي والزمالك الى العاصمة أكرا، على الملعب الذي فاز فيه المنتخب المصري بلقب بطل أمم إفريقيا 2008 بقيادة حسن شحاته نفسه.

وفضل شحاته السفر الخميس من أجل التدرب على أرض الملعب والتعود عليها قبل موقعة السبت، وهو يعتمد على القوة الهجومية للفريق التي تضم إضافة الى سيسيه كلا من عمرو زكي، وعناصر الخبرة وسط الملعب أحمد حسن ونور السيد وإبراهيم صلاح، وفي الجانب الأيسر يضمن محمد عبد الشافي مركزه بجانب محمود فتح الله وحازم إمام.

ومن جانبه قال الهولندي هانس فان در بلويم مدرب تشلسي: "جميعهم أبطال سابقون ونكن الاحترام الكبير لهم، لكن كل منا تأهل إلى هذه المرحلة عن جدارة وسنرى كيف ستسير الامور".

وتابع مدرب الفريق الذي اكتسح الرجاء البيضاوي المغربي 5-صفر في دور الـ32: "لاعبو فريقي يؤمنون بقدراتهم، وعليهم أن يقتنعوا بأن لا شيء مستحيل أيا ما كانت قوة الخصم.. الأسماء الكبرى لا تفوز بالمباريات، بل القلوب الكبرى".

وتابع: "كثيرون استبعدوا وصولنا بعد مباراتنا على أرضنا ضد القطن (صفر-صفر)، لكن انظروا ماذا حدث بعد ذلك (فاز 2-1 خارج أرضه)"، ليصل تشلسي إلى ربع النهائي، وينال جائزة مالية بقيمة 400 ألف دولار أميركي.