وتحتفظ المواجهات الهولندية الألمانية بحساسيات خاصة على وقع مواجهات تاريخية اشتعلت بين البلدين، وتكتسب مباراة اليوم بين المنتخبين أهمية خاصة على الصعيد الكروي لأن "البرتقالي" هو بطل نسخة 1988، بينما توج "المانشافت" باللقب ثلاث مرات سابقة أعوام 1972 و1980 و1996.

ويعود البعض إلى ذكريات الحرب العالمية الثانية عندما احتلت ألمانيا النازية هولندا لمدة خمسة أعوام بحثا عن أساس ذلك الصراع.

كما يستعيد عشاق كرة القدم وقائع مباريات سابقة بين المنتخبين تذكر أحداثها بأن التاريخ لا يزال عالقا في الأذهان، وبأن الهولنديين لم يبلعوا بعد بطش الألمان بهم.

وعقب نهائي كأس العالم 1974، عندما خسرت هولندا على أرض ألمانيا 2-1، كان لاعب وسط المنتخب البرتقالي فيم فان هانيغيم صريحا حين قال: "لقد قتلوا (النازيون) والدي، شقيقتي وشقيقي. أنا أكرههم".

وبعد 14 سنة، تواجه المنتخبان مجددا في نصف نهائي كأس أوروبا 1988 في مدينة هامبورغ الألمانية، وبهذه المناسبة رفعت في المدرجات لافتات كتب عليها: "جدتي، لقد وجدت دراجتك"، في إشارة إلى مصادرة القوات النازية للدراجات خلال احتلالها هولندا.

وبعدما تغلبت هولندا على ألمانيا في تلك المباراة، قال الحارس الهولندي هانز فان برويكيلين: "أنا سعيد لمنح هذه الهدية إلى الجيل القديم، الذي عاش خلال الحرب"، أما المدرب رينوس ميخلز فقال: "أحرزنا اللقب، لكن الكل يعرف أن نصف النهائي كان بمثابة النهائي الحقيقي".

وعندما رفعت ألمانيا لقب كأس أوروبا عام 1980، حيث هزمت هولندا في طريقها، أعرب النجم الألماني كارل-هاينتس فورستر عن أسفه: "يكرهوننا أكثر مما نكرههم".

واستمر الصراع في نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا، عندما صفر جمهور الفريقين أثناء عزف النشيد الوطني لكل بلد، قبل أن يتعارك نجما المنتخبين رودي فولر وفرانك ريكارد، ويطردا على وقع بصقة طائرة من ريكارد نحو رأس المهاجم الألماني.

وفي يورو 2012 تواجه هولندا خطر الخروج من الدور الأول بعد خسارتها أمام الدنمارك في المباراة الأولى، وإذا كانت تقبل بالخروج المبكر، إلا أنه من الأفضل أن يكون أمام أي منتخب باستثناء ألمانيا.

ويقول مدافع ألمانيا ماتس هوملز الذي قدم أداء رائعا في مباراة البرتغال الأولى حين فازت ألمانيا بهدف نظيف، "سيحارب الهولنديون أمامنا للتأهل من "مجموعة الموت"، لخسارتهم الافتتاحية أمام الدنمارك، ولأنهم يواجهون عدوا قديما".