يحمل المدرب الجديد للمنتخب المغربي مسؤولية كبيرة على عاتقه، لا سيما أن تعيينه يأتي قبل أشهر قليلة من مونديال 2022. ويأمل الجمهور الرياضي أن يتمكن خليفة وحيد خاليلوزيش من توحيد صفوف أسود الأطلس وتعزيز تماسك الفريق وطي صفحة الخلافات بداخله.
وأفادت وسائل إعلام مغربية، الاثنين، بأن الجامعة الملكية لكرة القدم توصلت إلى اتفاق مع وليد الركراكي ليتولى قيادة "أسود الأطلس" في كأس العالم 2022، المنتظرة بعد حوالي ثلاثة أشهر، خلفاً للمدرب البوسني الفرنسي خاليوزيش.
أسباب الاختيار
تفاعلاً مع الموضوع، كشف الصحفي والمحلل الرياضي حسن البصري أن "تعيين وليد الركراكي مدرباً للمنتخب المغربي الأول أملته خمسة دوافع أساسية؛ أولها ضغط الشارع الرياضي ورغبة المغاربة في استبدال المدير الفني وحيد خاليلوزيش بمدير فني مغربي بالنظر لسوء العلاقة مع الجماهير".
وتابع البصري، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أن ثانيها، حالة التوتر التي طبعت علاقة المدير الفني وحيد مع رئيس اتحاد الكرة المغربي حول مجموعة من الاختيارات الفنية المتعلقة باللاعبين الممنوعين من عفو الصربي وحيد، خاصة حكيم زياش وعبد الرزاق حمد الله.
أما الدافع الثالث، بحسب المحلل الرياضي، فهو النتائج التي حصل عليها وليد الركراكي في تجربته الأخيرة مع الوداد الرياضي حيث حقق لقب بطولة الدوري المحلي وبطولة كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وتأهل لنهائي كأس السوبر الإفريقي ووصيف بطل كأس العرش.
كما أكد البصري أن السبب الرابع يكمن في تكوين الركراكي الفرنسي، ليكون امتداداً لوحيد، المؤمن بالمدرسة الفرنسية فضلا عن سهولة التعاقد معه لأن عقده مع الوداد انتهى.
أما النقطة الخامسة، بحسب الخبير في المجال الرياضي، فهي رغبة اتحاد الكرة في استنساخ نموذج مغربي يحاكي المدير الفني الجزائري جمال بلماضي، أي بنفس المواصفات؛ احتراف في فرنسا وتجربة في المنتخب.
رأب الصدع داخل المنتخب
مع اقتراب منافسات كأس العالم، يعقد المغاربة آمالاً كبيرة على المدرب الجديد، وعلى رأسها تحقيق الانسجام داخل صفوف المنتخب المغربي.
في هذا الصدد، قال الإطار الوطني والمحلل الرياضي مهدي كسوة إن أول شيء يجب القيام به عند تقديم وليد الركراكي من طرف الجامعة المغربية لكرة القدم "هو توضيح خارطة الطريق مع الجماهير المغربية، وكذلك تلطيف الأجواء داخل بيت المنتخب لإعطاء روح ودينامية جديدة بالنسبة للاعبين، حتى يكون هناك تحرر أكثر على مستوى الملعب وخارج الملعب".
وأكد كسوة، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "يجب كذلك الحفاظ على الركائز الموجودة، لأن الظرفية الحالية لا تتطلب عدداً كبيراً من التغييرات أو حتى تجريب لاعبين آخرين لأن عدد المعسكرات المتبقية مقارنة بالوقت الذي يفصلنا عن كأس العالم لن يسمح لنا بتغيير كبير على مستوى اللعب".
وأردف المحلل أن "النقطة المهمة والأساسية والتي يجب أن يشتغل عليها المدرب الجديد في الأيام القادمة هي التواصل الجيد مع اللاعبين وتحفيزهم بطريقته الخاصة حتى يخرجوا من الضغط الذي عاشوه طيلة السنتين الأخيرتين مع المدرب وحيد".
طي صفحة الخلافات
تجدر الإشارة إلى أن نقاشا كبيرا كان يدور في الشارع المغربي، قبل رحيل خاليلوزيش حول أحقيته بالاستمرار في تدريب المنتخب المغربي، بسبب ما وصفه البعض حينها بتدني المستوى، وتفاقم المشاكل داخل الفريق.
وتعرض المدرب البوسني الفرنسي لانتقادات حادة حول خياراته التكتيكية، وخصوصا حول رفضه استدعاء جناح نادي تشلسي حكيم زياش لأسباب انضباطية.
ومن المرجح أن يفتح التعاقد مع المدرب الجديد وليد الركراكي الباب أمام عودة الدولي زياش إلى المنتخب الوطني.
وكان الركراكي قد انفصل مؤخرا عن نادي الوداد البيضاوي، بعدما قاده للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري والاحتفاظ بدرع الدوري المحلي.
وسبق له أن لعب 45 مباراة دولية في صفوف المنتخب المغربي، من أبرزها مشوار وصافة كأس أمم إفريقيا 2004 في تونس، قبل أن ينتقل إلى سلك التدريب.