أطلقت روابط مشجعي أندية كرة القدم في تونس الأسبوع الجاري، حملة شعبية على منصات التواصل وفي عدد من المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية بهدف رفع الحظر المفروض على الملاعب منذ ما يزيد عن العام بسبب الوضع الوبائي وتفشي فيروس كورونا في البلاد.

وتأتي المواجهة المرتقبة بين الترجي التونسي والزمالك المصري والتي تقام السبت بملعب رادس الأولمبي، ضمن دوري أبطال إفريقيا، لتوسّع من نطاق الحملات الجماهيرية المطالبة بفتح المدرجات من جديد أمام عشاق كرة القدم، وإعادة الروح إلى الملاعب الصامتة منذ شهر فبراير 2020.

وتحت مسميات وشعارات عديدة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملات رفع الحظر عن ملاعب كرة القدم وكان وسم "رجع الجمهور" أو "سيب الكورة" أو "سيبولنا غرامنا"، الأكثر تداولا بين جماهير الكرة في تونس، والتي شنت في الآن نفسه حملة انتقادات لاذعة ضد السلطات بسبب ما اعتبرته سياسة تمييز بين جماهير كرة القدم ومناصري الأحزاب السياسية.

ويرى زياد بن عمر، هو أحد المشجعين المتيمين بالترجي التونسي، أن السلطات الرسمية في تونس لا تزال تعامل جماهير الأندية بكثير من "الانتقام" على حد وصفه، بعد أن منعت حضور الجماهير في المباريات بدعوى تفشي فيروس كورونا، في وقت سمحت فيه للآلاف من أنصار الأحزاب السياسية بتنظيم تظاهرات.

وأوضح زياد لموقع "سكاي نيوز عربية": "الحكومة تخشى الأحزاب السياسية وتمنحها كامل الحرية للقيام بمسيرات وتجمعات سياسية يحتشد فيها عشرات الآلاف من المواطنين، أما عندما يتعلق الأمر بكرة القدم يتم منع الجمهور من ارتياد الملاعب بدعوى الخوف من انتشار العدوى بفيروس كورونا".

وبدورها، انخرطت مجموعات "التراس" أندية كرة القدم بتونس في حملة واسعة النطاق للضغط على السلطات بهدف رفع القيود عن حضور الجماهير في ملاعب الكرة، وذلك ردا على سماح السلطات لحزب النهضة بتنظيم تظاهرات، في وقت تشهد فيه مؤشرات الوضع الوبائي المتعلق بفيروس كورونا ارتفاعا.

أخبار ذات صلة

تونس تبدأ في استقطاب طيورها الكروية المهاجرة بأوروبا

 

أخبار ذات صلة

اللاعبون الليبيون يغزون الدوري التونسي الممتاز

وكان قرار الحكومة السماح لحركة النهضة بتنظيم مسيرة احتجاجية في شوارع العاصمة تونس، السبت الماضي، قد فجّر ردود أفعال عنيفة في الشارع الرياضي وزاد في حدة الانتقادات الموجهة للسلطات.

وكشف نائب البرلمان ياسين العياري، أنه وجّه مذكرة لرئيس الحكومة ووزيري الصحة والرياضة لرفع بعض القيود عن المقاهي والمطاعم والملاعب الرياضية، مشيرا إلى أن هذه القطاعات هي الوحيدة التي طبقت الإجراءات الصحية الصارمة وتضررت منها.

وقال العياري على صفحته الرسمية على فيسبوك: "سيب (أطلق) جمهور الكورة، سيب الناس، تأكدوا، سيلتزمون بالتوقي أكثر بعشرات المرات، من نخب الأنانية وذوي الأهداف السياسية الآنية".

وحذا الكثير من نواب البرلمان ونشطاء المجتمع المدني، حذو العياري وطالبوا الحكومة بالمساواة بين المواطنين والسماح بعودة الجماهير للملاعب والفضاءات الرياضية مع تحديد شروط صحية صارمة لذلك.

وقبل مباراة الترجي والزمالك، تزايدت المطالب الجماهيرية لدفع السلطات إلى تخفيف القيود على حضور الجماهير في المباريات وذلك تزامنا مع القرارات التي اتخذتها وزارة الصحة بتخفيف الإجراءات الوقائية المتعلقة بمكافحة كوفيد-19.

لكن مسؤولا بالاتحاد التونسي لكرة القدم، أكد أن المكتب التنفيذي للاتحاد لم يتخذ أي قرار بخصوص عودة الجماهير للملاعب أو السماح لمشجعي الترجي التونسي استثنائيا بحضور مباراة ناديهم أمام الزمالك المصري.

وتحدث عضو الاتحاد، الذي رفض الكشف عن اسمه لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "الاتحاد التونسي يتفاعل مع دعوات الجماهير لرفع القيود على المدرجات ولكنه لم يدرس بعد الإجراءات الرسمية لذلك باعتبار أن كل القرارات لابد أن تتم بالتنسيق مع وزارة الرياضة والصحة ورئاسة الحكومة".

وتابع: "متعة كرة القدم تكتمل بحضور الجماهير وهذا ما نتمناه، ولكن سندرس قريبا مسألة رفع القيود عن الملاعب، وذلك بالتوازي مع تحسن الوضع الصحي العام في البلاد."

وكانت جماهير الترجي التونسي والنادي الإفريقي قد خرقت إجراءات منع الجماهير من حضور الملاعب في مباراة الفريقين أواخر يناير الماضي، وتسللت إلى المدرجات، مما أجبر الحكم على إيقاف المباراة لمدة 15 دقيقة.

وتكرر الأمر الأسبوع الماضي في مباراة النجم الساحلي والنادي الصفاقسي، التي رفض الحكم إعطاء إشارة انطلاقها إلا بعد مغادرة الجمهور.

جدير بالذكر أن هذا الحراك في صفوف الرياضية يأتي بالتزامن مع قرار وزارة الصحة التخفيف قليلا من إجراءات الحجر برفع حظر التنقل بين المحافظات، وتقليص ساعات حظر التجول.