يختتم موسم كرة القدم الأميركية، الرياضة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، مساء الأحد، حين تجمع النسخة 55 من مباراة "سوبر بول"، فريقي كنساس سيتي، "تشيفس"، في مواجهة تامبا باي، "بوكانيرز"، على ملعب "رايموند جيمس" بمدينة تامبا في فلوريدا، وسط ظروف استثنائية تفرضها جائحة كورونا.

وستكون مشاهدة "سوبر بول" هذا العام، مختلفة عن تقليد أميركي عريق، اعتادت خلاله العائلات والأصدقاء، التجمع بأعداد كبيرة أمام الشاشات، وحول موائد ضخمة تتوسطها أطباق البيتزا وأجنحة الدجاج وشرائح البطاطس والذرة وغيرها، إلى جانب المشروبات والعصائر.

تجمع مواجهة الأحد فريقين قدما عروضا كبيرة منذ بداية الموسم، وتبحث كتيبة مدينة كنساس سيتي، "تشيفس"، عن لقب ثان على التوالي بقيادة نجمها باتريك ماهومز (25 عاما)، في مواجهة فريق مدينة تامبا باي، "بوكانيرز"، ولاعبه الأسطوري، توم برايدي (43 عاما)، الباحث عن لقب سابع في تاريخه الحافل المستمر منذ 21 عاما.

وسيتبارز "الفارس الشاب"، مع "الأستاذ القديم" بعد حصدهما العديد من الأرقام القياسية في عالم بطولة "أن أف أل".

الأنظار تترقب مباراة "سوبر بول"

 

وسيكون برايدي، الذي يعد أفضل لاعب في مركز "كوارترباك" الهجومي على مرّ التاريخ، أكبر لاعب يخوض مباراة "سوبربول"، وقد تحدث خلال الأسبوع الماضي عن "مجهود كبير" طوال حياته، "داخل الملعب وخارجه.. حاولت تقديم كل شيء كل أسبوع وأتابع على نفس المنوال".

ويبحث فريقه، "بوكانيرز" عن لقبه الثاني بعد عام 2002، حين أصبح، مصادفة، أول فريق يخوض النهائي على ملعبه، من خلال محاولة احتواء ترسانة "تشيفز" الهجومية الضاربة، بقيادة "الكوارتر باك" ماهومز، الذي يطمح لإسقاط برايدي عن عرشه، إضافة إلى الجناح ترافيس كيلسي، ومستقبل الكرات تايريك هيل.

ظروف استثنائية

لكن "السوبر بول" تأتي هذا العام في ظروف غير مسبوقة، في ظل جائحة كورونا، وبعد موسم مليء بالتحديات، بدءا من فرض الإغلاق والتباعد الاجتماعي، وصولا إلى إصابة عشرات اللاعبين والمدربين من مختلف الفرق بالفيروس المستجد، ما أدى أحيانا إلى تأجيل بعض مباريات الموسم التي كانت تجري في الغالب من دون جمهور، أو بحضور أعداد قليلة.

أخبار ذات صلة

فضيحة جنسية تضرب كرة القدم الأميركية وتورط صديق ترامب

 

كما أن النهائي الذي يشاهده سنويا نحو 100 مليون أميركي وأكثر من 80 مليونا آخرين حول العالم، لن يكون هذا العام مناسبة لاجتماع العائلات والأصدقاء أمام شاشات التلفزيون، وفق ما اعتادوا عليه منذ عقود، وقد حث أنتوني فاوتشي، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الصحة، الأميركيين، على عدم التجمع، لتجنب تفشي الفيروس.

"سأتابع المبارة هذه السنة مع عائلتي وعائلة شقيقتي، ولن يتجاوز عدد المجتمعين في منزلي السبعة أشخاص، تجنبا لانتشار العدوى، وخصوصا مع ظهور فيروسات كورونا المتحورة"، يقول فنسنت وهو محام مولع بهذه الرياضة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، ويشير إلى أنه اعتاد أن يتابع النهائي "كل عام مع ما لا يقل عن عشرين شخصا في منزل ذويه بمدينة ريتشموند في فيرجينيا".

ولا يكترث فنسنت كثيرا بهوية الفائز، لأنه يشجع فريقا مختلفا، لكنه يتمنى "مشاهدة مباراة تاريخية مليئة بالحماس، كعادة المباريات النهائية في أن أف أل".

ويؤكد جيف أنه سيتابع "سوبر بول مع أفراد عائلته المكونة من أربعة أشخاص فقط"، ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية، أن ابنته الجامعية "اتفقت مع أصدقائها على إجراء مكالمات فيديو بين أشواط المباراة الأربعة، وهذا سيساعدنا على تجاوز الشعور بالوحدة، لأننا اعتدنا متابعة النهائي مع صخب وحماس ونقاشات عدد كبير من الأقارب والأصدقاء".

وأعرب جيف عن أمله بفوز "الأسطورة برايدي للمرة السابعة بلقب سوبر بول"، وأن "يكون نهائي العام المقبل اعتياديا يجمعنا من نحب في مناسبة للبهجة والفرح والحماسة".

مبالغ قياسية
"سوبر بول" من أكثر الأحداث مشاهدة على شاشات التلفزيون الأميركية، لذلك تتجاوز المداخيل الناتجة عن الإعلانات أثناء بث المباراة، حاجز الـ 400 مليون دولار، وأبرز المعلنين هم مايكروسوفت، وأمازون، وهيونداي، وبرينغلز، وأودي، وكوكا كولا، وهاينز.

وفي نهائي العام الفائت، بلغت تكلفة بث الإعلان التلفزيوني بمدة 30 ثانية، 5.6 مليون دولار، ويتوقع أن تتجاوز التكلفة يوم الأحد ذلك الرقم الهائل، لأن الأسعار تشهد تصاعدا مستمرا، فقد بلغت في نهائي عام 2019، أكثر من 4.51 مليون دولار، وفي نهائي 2018 أكثر من 4.37 مليونا.

ويجري خلال البث المباشر للمباراة، عرض عشرات الإعلانات التجارية، معظمها مصور خصيصا للمناسبة، ويشارك في بعضها نجوم كبار من السينما والتلفزيون.