بعد 6 أيام ونحو ساعتين خرج الغواص المصري "صدام الكيلاني" 32 عاما من أعماق مياه البحر الأحمر  بجنوب سيناء، وسط احتفالات صاخبة، بعد تخطي الرقم القياسي لأطول فترة غوص في العالم المُسجلة في موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية.

ورغم الإرهاق الشديد بدت السعادة على وجه الغواص المصري بينما يلتف حوله عشرات من الغواصين وأهالي مدينة "دهب" لمشاركته اللحظة النادرة، كما يؤكد مدربه زكريا السيد" لموقع "سكاي نيوز عربية".

"أشعر بالفخر لكسر الرقم القياسي لأطول (غطسة) في العالم، أردت تحقيق نصر جديد لمصر في عالم الغوص وتكللت جهودي بالنجاح بدعم من زملائي" يذكرها "الكيلاني" فور وصوله إلى الشاطيء، قبل أن يتجه إلى فندق قريب للحصول على راحة لازمة.

وطلب "الكيلاني" قبل الخروج من المياه حصوله على العلم المصري، وفقا لمدربه، إذ أمسكه جيدًا بكلتاه يديه رافعًا إياه عاليًا، وظل مبقيًا عليه حول جسده أثناء التحرك من شاطئ "دهب" حتى وصوله إلى الفندق.

وكان غواص تركي قد سجل في موسوعة "غينيس" أطول فترة غوص في المياه المفتوحة بعد أن قضى 142 ساعة و42 دقيقة عام 2018، ولم يتمكن الغواصون بالعالم من تخطي الرقم لكن "صدام" نجح في ذلك أخيرًا.

 

ويوضح مدرب "صدام" لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الغواص الثلاثيني تمكن من البقاء في أعماق البحر الأحمر  لنحو 146 ساعة ليكسر الرقم السابق بأكثر من ساعتين و20 دقيقة، وكان لديه رغبة في قضاء ساعات أطول لكنهم رفضوا ذلك خوفًا على صحته.

ويضيف السيد لموقع "سكاي نيوز عربية": سيخضع "صدام" إلى فحوصات طبية من قِبل أطباء متخصصين تابعوا حالته خلال الأيام الماضية بجانب استخدام "كريمات" على جسده بعد تعرضه للضرر من طول الفترة التي قضاها في المياه فضلًا عن جلسات مساج للتعامل مع الإرهاق.

أخبار ذات صلة

فيديو وصور.. مصري يقترب من دخول التاريخ "تحت الماء"
العثور على غواصة فقدت منذ 77 عاما.. والوجهة كانت مصر

يذكر السيد بفخر "ما حققه (صدام) إنجاز كبير بكل المقاييس، كان لديه عزيمة لاستعادة مصر للرقم القياسي من جديد، جعلنا اليوم نرفع رأسنا مرة أخرى أمام العالم، ونوجه الشكر لكافة الغواصين الذين شاركوا في التجربة بدون الحصول على مقابل".

وداخل الفندق الذي سيُقيم فيه "صدام" لعدة أيام من أجل الراحة، استقبله "محمد الغنام" أحمد المسؤولين عن تجربة "الكيلاني" بسعادة بالغة، يقول الرجل الأربعيني في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "حلمنا كثيرًا بتلك اللحظة، كانت تراود (الكيلاني) دائمًا، واليوم جاء موعد الاحتفال".

منهك بشدة

ويتابع الغنام لموقع "سكاي نيوز عربية": من الطبيعي أن يخرج الغواص بعد أيام من مكوثه بالأعماق في حالة يرثى لها لكن "الكيلاني" بصحة جيدة ورفض أن يعاونه أحد في خلع ملابس الغوص أو صعوده إلى غرفته.

وكان الغواص قد نجح في تسجيل الرقم الأفضل على مستوى الشرق الأوسط في البقاء تحت المياه خلال سبتمبر 2017، بعد أن ظل بالأعماق لنحو 100 ساعة و20 دقيقة.

ولـ "صدام" علاقة خاصة بالغواص حيث سبق وأن أتم مراسم خطبته على فتاة إسبانية على عمُق 5 أمتار تحت المياه في مدينة "دهب" مرتديًا بدلة غوص على هيئة بدلة زفاف.

ويتدرب الغواص على البقاء لأطول فترة ممكنة في الأعماق منذ 5 سنوات، حيث جاء من محافظة الإسماعيلية إلى مدينة شرم الشيخ وانتقل بعدها إلى "دهب" وخاص تجارب عديدة لتحسين قدراته في الغوص لأيام.

وينوه مدرب "صدام" إلى أن طموح الغواص الثلاثيني لا ينتهي أبدًا، يشدد على أن لديه شغف خاص بالغوص وتحقيق الأرقام القياسية، لذلك لم يكتفِ بكونه الأول على مستوى الشرق الأوسط فاتخذ قراره بتخطي الرقم العالمي.

وعندما التقى الغواص المصري بمدربه بعد أيام من العيش تحت المياه، تحدث له عن رغبة جديدة، يكشفها لنا "السيد" قائلًا: "أبلغني بأنه يريد العودة إلى الأعماق بعد فترة وجيزة لتحطيم رقمه الحالي والوصول إلى أرقام أقوى وأفضل".

تدريبات قاسية

ويستعيد "السيد" مع موقع "سكاي نيوز عربية" الخطوات التي جرت قبل نزول "صدام" إلى المياه الخميس الماضي مؤكدًا أنه خضع لتدريبات قاسية وتمارين على كيفية تناول طعامه في الأسفل، ومنحه الكثير من الكتب والمجلات لقراءتها من أجل التسلية.

ويتابع مدرب "صدام": قمنا بصنع بدلة غوص خاصة بتلك المغامرة حتى تبقى أكبر وقت ممكن دون التعرض للضرر داخل المياه، وتجهيز سرير له حتى يتمكن من النوم لساعات يوميًا، وتحويل الأطعمة المطلوبة إلى سوائل حتى يقدر على تناولها.

ولم يكسر الغواص الأسمر فقط الرقم القياسي لأطول فترة غوص تحت المياه، حيث ينوه "الغنام" أحد المسؤولين عن التجربة لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى قيام "صدام" برسم أطول لوحة في الأعماق  مساحتها 2 متر ونصف في 6 أمتار.

ويُشير "الغنام" الذي عمل رفقة "صدام" لسنوات عديدة لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن البطل المصري على تواصل مع موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية، وتم تصوير عملية الغوص بنجاح وجاري إرسالها إليهم لتسجيل الرقم الجديد رسميًا.