يلاحق شبح الوزن الزائد، وهي اللعنة التي أصابت أساطير كرة قدم سابقين، وعلى رأسهم البرازيلي رونالدو، نجوم كرة القدم اليوم، وهم يعانون داخل الحجر المنزلي، مع توقف الموسم الكروي، بسبب جائحة فيروس كورونا.

وجاءت تعليقات اللاعب الويلزي آرون رامزي، الثلاثاء، بعدم قدرته على تناول الحلويات والبسكويت، خلال الحجر المنزلي، لتلقي الضوء على حالة نجوم كرة القدم البدنية، خلال فترة التوقف.

أساطير السمنة

ويعاني عدد من اللاعبين من زيادة الوزن السريعة، فور التوقف عن التمارين اليومية المكثفة، التي تعودوا عليها خلال موسم كرة اقدم الطويل.

ومن أبرز النجوم الذين عانوا من السمنة، البرازيلي رونالدو، وخاصة في أيامه الأخيرة كلاعب كرة قدم، ثم فور اعتزاله في 2011.

وتأتي السمنة لدى اللاعبين نتيجة عدة عوامل، أبرزها السلوكيات الخاطئة، والجينات، والأمراض، والابتعاد عن التمرين.

ومن أبرز اللاعبين الذين ظهروا بصورة بدنية سيئة، النجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين، الذي لطالما أصبح مصدر سخرية للمشجعين، بسبب وزنه الزائد، وخاصة عند انطلاق الموسم بعد فترة التوقف لصيفية.

ويعتبر البلجيكي إيدن هازارد آخر ضحايا السمنة، عندما ظهر بوزن زائد، خلال الشهر الأول من الموسم الحالي، مع فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني.

ومن أساطير اللعبة الذين عانوا من السمنة المفرطة بعد الاعتزال فورا، الأرجنتيني دييغو مارادونا، والإنجليزي بول غاسكوين، والمجري فيرينيك بوشكاش، والمصري أحمد حسام ميدو.

 الحجر المنزلي

ويمثل الحجر المنزلي تحديا حقيقيا لنجوم كرة القدم، خاصة وأن التوقف غير معروف النهاية، وأن اللاعبين عليهم أن يكونوا في قمة مستواهم فور عودة المنافسات، التي تدخل مراحلها الأخيرة، على عكس فترة الإجازات الصيفية التي يكون فيها اللاعبون في استجمام قبل فترة إعادة التأهيل التي تسبق الموسم.

وقال أخصائي اللياقة البدنية، محمود زايد: " لاعب كرة القدم في الحجر المنزلي لن يحرق نفس عدد السعرات الحرارية التي تعود على حرقها في الوضع الطبيعي، لذلك سيكون واجبا عليه تقليل كميات الطعام التي يتناولها".

وأضاف: " اللاعب المحترف يحفز نفسه باتباع الأهداف التي وضعها في  بداية الموسم الكروي، قبل أن يتوقف، والتي لا يزال يطمح بتحقيقها هذا الموسم".

خطر الإصابة

وحذر خبير التدريب الرياضي، أمير رزاق، من أي وزن زائد للاعبين على مستواهم وقت العودة للملاعب.

وقال رزاق: " أي وزن زائد خلال فترة التوقف سيعرض اللاعب لخطر الإصابة، وسيجبر اللاعب على بذل مجهودات مضاعفة في المباريات".

وأضاف: "مثلا لو ارتفع وزن اللاعب 3 كيلوغرامات، هذا الوزن سيشكل حملا زائدا على مفاصل القدم والساق، تخيل مثلا أن نطلب من ليونيل ميسي حمل 3 كيلوغرامات بيده واللعب، بالتأكيد سيشكل الأمر عائقا عليه في الملعب".

ومن الحوافز الرئيسية للاعبين في فترة التوقف، هي التفوق على منافسيهم بالفرق الأخرى، والتميز في فترة حاسمة بالموسم، ستفصل اللاعب المحترف عن اللاعب العادي.

وقال زايد: "الاستعداد الآن أمر مهم جدا، لأن اللاعب الذي سيحافظ على جاهزيته، سيكون في مستوى عال عند عودة كرة القدم، وسيتفوق عن منافسيه الأقل استعدادا".

وعادة ما نشهد نجوم كرة القدم، بزيادة وزن "غريبة"، خلال فترة التوقف الصيفي، ومن أبرز هذه الأمثلة مؤخرا، النجم البلجيكي إيدن هازارد، الذي ظهر بوزن زائد عند بداية مشواره مع ريال مدريد الإسباني، قادما من تشلسي الإنجليزي، في صيف 2019.

وقال زايد: " اللاعبين يصابون بالسمنة خلال فترة الصيف ببساطة لأن سلوكياتهم الغذائية خاطئة، بالإضافة إلى أن بعض اللاعبين يقبلون على تناول المشروبات الكحولية خلال فترة الإجازات، وهي مشروبات عالية جدا بالسعرات الحرارية".

وأشار زايد إلى أنه حتى اللاعبين الملتزمين صحيا، من المستحيل أن يكونوا جاهزين بشكل كامل للعب على أعلى مستوى الآن، حتى وأن حاولوا الحفاظ على لياقتهم البدنية، فالجانب الفني شبه مفقود.

أما رزاق فتوقع بأن يحتاج اللاعبون لثلاثة أسابيع على الأقل من تدريبات إعادة التأهيل، بعد عودة كرة القدم، كي يعودوا لمستواهم العالي.

أخبار ذات صلة

تسجيل أول إصابتين بكورونا في ملاعب مونديال قطر رغم التحذيرات
يوفنتوس "يحسم أمره" مع رونالدو في ظرف صعب

جوانب إيجابية

ولفت رزاق الانتباه  إلى الأمور الإيجابية التي قد يستفيد منها اللاعبين خلال فترة الحجر المنزلي، والتي قد تعيد اللاعب لقمة مستواه مع عودة كرة القدم.

وقال رزاق: " فترة التوقف من الممكن أن تكون فترة لتصفية الذهن، وتقدير نعمة ممارسة كرة القدم، والتعافي بهدوء من الإصابات المتراكمة خلال الموسم، وتطوير اللاعب لنفسه خططيا وفنيا".

وأضاف: "من الممكن أن يقرب التدريب من المنزل، اللاعب بمدربه، ويقوي العلاقة بينهما".

والتجربة التي نعيشها اليوم ستترسخ في عقول اللاعبين، مدى أهمية كرة القدم في مقابل الحياة العادية، وهي حياة أقل إثارة بكثير من حياتهم كلاعبين.

وهذا الأمر دفع عدد من اللاعبين بالفعل بالتفكير في تأجيل خطة الاعتزال، وأولهم البلجيكي كيفن دي بروين، نجم مانشستر سيتي.

وقال دي بروين في بث مباشر على حسابه بتطبيق إنستغرام: "لقد أخبرت زوجتي أنني سألعب لمدة أطول من المقرر لها. سأمدد فترة لعبي لكرة القدم لعامين إضافيين. بعد هذا الحجر المنزلي، لن أستطيع البقاء في المنزل مجددا".