تكشف تفاصيل المعركة التي وقعت بين الجيش الحر وعناصر محسوبة على حزب الله اللبناني في محافظة حمص بسوريا، النقاب عن دور الحزب الشيعي الحليف للرئيس بشار الأسد في الحرب وحجم التوتر الطائفي هناك.

إذ تأكد مقتل لبنانيين اثنين على الأقل ينتميان إلى حزب الله وخمسة مقاتلين من المعارضة السورية في اشتباكات بين الجانبين في منطقة القصير جنوب غرب مدينة حمص السورية. وتقول مصادر أخرى أن لبنانيا ثالثا توفي متأثرا بجروحه.

وقال مراسلنا، نقلا عن مصدر أمني لبناني، إن القتيلين دفنا داخل الأراضي السورية وإن المصابين نقلوا ليل الأحد إلى الأراضي اللبنانية، وهم لبنانيون من الطائفة الشيعية التي تسكن قرى سورية.

ورجح المصدر الأمني أن يكون القتلى والجرحى أصيبوا خلال الاشتباكات التي بدأت مساء السبت في منطقة القصير.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحزب بهذا الشأن لكن كتائب من الجيش الحر أكدت استمرار الاشتباكات مع حزب الله التي تستخدم فيها المدفعية والصواريخ.

وسائل إعلام لبنانية محلية من جهتها نقلت عن مصدر في حزب الله لم تسمه تأكيد مقتل ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية وجرح أكثر من 14 آخرين "في معرض الدفاع عن النفس"، مؤكدا أنهم مقيمين في الأراضي السورية، ويقاتلون بناء على قرارهم الشخصي، وليس بأوامر من الحزب.

ويكشف الاشتباك بين حزب الله اللبناني الشيعي ومقاتلي المعارضة السورية السنة في منطقة مختلطة طائفيا  في حمص عن دور متنام لحزب الله في الحرب السورية التي تعمق الانقسام الطائفي في الشرق الأوسط.

وحزب الله الذي تدعمه إيران هو من أقوى الفصائل السياسية في لبنان، وهو حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية.

وقال هادي العبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية إن القتال اندلع مساء السبت بعد أن حاول مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية الذين يسيطرون على ثماني قرى سورية على الحدود أن يوسعوا نطاق سيطرتهم بانتزاع السيطرة على ثلاث قرى مجاورة من أيدي الجيش السوري الحر.

وقال سكان إن طائرات هليكوبتر سورية أطلقت صواريخ على مواقع مقاتلي المعارضة لدعم تقدم وحدة حزب الله التي تضم ميليشيا موالية للأسد جندت من القرى التي يسيطر عليها مقاتلو حزب الله.

وأضاف العبد الله لرويترز أن قوة تابعة لحزب الله تقدمت سيرا على الأقدام تدعمها قاذفات صواريخ متعددة الفوهات، ما دفع الجيش السوري الحر إلى الاستعانة بدبابتين كان قد استولى عليهما من الجيش النظامي في صد الهجوم.

وتقع قرى البرهانية وأبو حوري وسفرجة التي يدافع عنها مقاتلو المعارضة على طرق التهريب. ويحمل كثير من السكان المحليين الجنسيتين السورية واللبنانية ولهم ممتلكات على جانبي الحدود.

وكان مقاتلو حزب الله الذين يتمركزون في سهل البقاع على الجانب الآخر من الحدود قد دخلوا المنطقة العام الماضي.

من جانبه، اعتبر "المجلس الوطني السوري" المعارض تورط حزب الله في شن "هجوم مسلح" على قرى في وسط سوريا "تهديدا خطيرا" للعلاقات السورية - اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة.

وحمل المجلس في بيان، الحكومة اللبنانية مسؤولية "سياسية وأخلاقية" للعمل على ردع هذا "العدوان".

وقتل نحو 70 ألف شخص في الصراع المستمر منذ 23 شهرا في سوريا، الذي تحول إلى ثورة مسلحة بعد أن قوبلت احتجاجات سلمية على حكم الأسد بالذخيرة الحية.

وزادت الحرب من حدة التوتر الطائفي في أنحاء المنطقة، حيث يهيمن إسلاميون سنة متشددون على المعارضة المسلحة بينما تعلن إيران أنها لن تسمح بسقوط الأسد.

وتقول طهران إن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني قتل في سوريا على أيدي مقاتلي المعارضة الخميس.