الحديث عن فرار متهمين في ما يعرف بقضية خلية العبدلي في الكويت بحرا، نحو إيران، لم يبد غريبا أبدا، فإيران التي تمول الإرهابيين بسخاء خارج ترابها، لا تتأخر في توفير الملاذ الآمن لهم داخل ترابها، متى اقتضت الضرورة.

فقد سعت إيران إلى تهريب عدد من المطلوبين في قضايا إرهابية في البحرين بحرا، في يناير المنصرم، قبل أن تحبط قوات الأمن البحرينية العملية.

وحقيقة احتضان إيران للإرهابيين لم يستطع إلغاءها، ادعاءاتها المستمر بأنها تعادي تنظيم القاعدة، لاعتبارات ليس أقلها الخلافات المذهبية والعقائدية.

فقبل سقوط القاعدة في أفغانستان، وبعدها، أصبحت إيران ملاذا آمنا لقيادات القاعدة، وأسرهم وأموالهم، كما كانت ممرا آمنا مسلحي القاعدة وطرق تمويلهم.

وبشكل منظم، انتقل عدد كبير من قيادات التنظيم للإقامة في إيران، منذ سقوط حكم طالبان في أفغانستان عام 2001. وكانت إيران وجهة أسرة أسامة بن لادن أيضا.

وفي 2003، ذكرت تقارير أميركية، أن طهران عرضت صفقة على واشنطن مفادها تسليم بعض الشخصيات البارزة في تنظيم القاعدة.

بيد أن الإيواء الإيراني للإرهابيين له مآرب، فوجودهم في إيران يراه النظام الحاكم في طهران نقطة قوة تفاوضية، لاسيما في علاقتها مع الولايات المتحدة.

كما تستغل طهران التنظيمات الإرهابية في القيام بعمليات ضد بعض الدول في حال توتر العلاقات معها.

والأهم من هذا كله، هو إغراق المنطقة في بحر من الفوضى عبر رعاية ودعم واحتضان الإرهابيين.