لطالما بحثت قطر في علاقاتها الخارجية عن موطئ قدم لها في القارة اللاتينية، عند زعماء اشتراكيين مثيرين للجدل، لتشكل ورقة ضغط تلعب بها في الحديقة الخلفية للبيت الأبيض.

فقد وصل التيه في السياسة الخارجية القطرية إلى حد الرغبة بالتواجد في كل مكان من سفارات ومكاتب تمثيل في عدة دول وتحديدا عند زعماء الاشتراكية والشيوعية.

وفي عام 2001، كانت زيارة فيديل كاسترو التاريخية إلى قطر في ديسمبر وبعد ثلاثة أشهر من زيارة أمير قطر لهافانا كانت رسالة واضحة للإدارة الأمريكية.
والرسالة هي أن قطر تلعب في الحديقة الخلفية للبيت الأبيض وتحديدا مع أهم حلفاء روسيا في الكاريبي.

ويرى مراقبون أن تلك الخطوة لم تكن إلا كورقة ضغط أكثر منها علاقات دبلوماسية.

فكوبا كان لديها سفارة في الدوحة منذ عام 1994، عقب زيارة قال الأمير حمد بن خليفة خلالها إن اختيار الأصدقاء والأعداء حق لا يمكن لأحد التحكم فيه.

وفي فنزويلا وجدت قطر عند هوغو تشافيز ورقة ضغط أقوى، فالزمالة في منظمة أوبك والعلاقات التي انطلقت عام 1973 تعززت بشراكة سياسية.

ورأى تشافيز في قطر دولة صغيرة متمردة على المنطق الخليجي حجما ونفوذا فأرادها حليفا في مواجهته مع الشيطان كما كان يحلو له تسمية الولايات المتحدة.

والمفارقة في ذلك أن الشيطان هو نفسه الذي كان يعمل سرا في القارة اللاتينية... من خلال عملاء لحزب الله وإيران والموساد.

لكن التيه في صحراء السياسة... لا بد أن يجلب لاحقا غبارا يغشي البصر، فبعد ما يسمى بالربيع العربي، تغيرت نظرة الدول الاشتراكية في القارة اللاتينية نحو الإمارة الخليجية ووصفتها بأنها دولة الناتو والناطقة باسمه وأنها تحرض لاجتياح دول بعينها وهو ما أدى إلى فتور في العلاقة بين فقراء أميركا اللاتينية وقطر شيئا فشيئا.