قال الصحفي والكاتب الأميركي، كليفورد ماي في مقال بصحيفة "واشنطن تايمز"، إن ما من دولة تنصلت من التزامها بمحاربة الإرهاب كما فعلت قطر، فبالرغم من الصرامة التي أبدتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، في محاربة التطرف عقب هجمات 11 سبتمبر، استطاعت الدوحة أن تحافظ على مراوغتها.

وأضاف الكاتب " أن الدوحة تؤدي دوري ملتبسا، الأمر الذي يجعلها صديقا وعدوا للولايات المتحدة، في الوقت نفسه، فقطر صديقة لواشنطن من ناحية أولى، وتستضيف أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، تفتح قطر ذراعيها لحركة طالبان وتستقبل قادة حركة حماس المدرجة ضمن قوائم الإرهاب الأميركية.
 
فضلا عن ذلك، تتخذ الدوحة موقفا رخوا ومتساهلا مع تنظيم القاعدة الإرهابي، كما أن قطر تقيم علاقات وثيقة مع إيران التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالدولة الإرهابية رقم واحد في العالم.
 
وبحسب ما ذكره الكاتب ، فإن قطر دفعت مليار دولار لإيران وتنظيم القاعدة، في أبريل الماضي، لأجل تحرير رهائن من الأسرة الحاكمة في العراق.
 
وأشار ماي إلى تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء بين وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
 
 
وأشار الكاتب إلى جاك سوليفان الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، الذي (نبه) قطر إلى بذل المزيد من الجهد لمحاربة تمويل الإرهاب.
 
كما أورد ماي حديث الباحث الكبير في مؤسسة الدفاع والديمقراطيات الأميركي دافيد وينبرغ، "إن غياب الشفافية يعرقل التحقق من تصريح المسؤولين القطريين باتخاذهم إجراءات حقيقية لمواجهة ظاهرة دعم الإرهاب."
 
ويوضح كليفورد ماي أن قطر لم تسر على نهج السعودية التي حاكمت المئات  من الأشخاص بسبب الضلوع في تمويل الإرهاب، وهو ما لم يقم به القطريون، بحسب قوله.
 
ويخلص الكاتب في نهاية مقاله، إلى أن قطر بلغت مرحلة حاسمة هذه الأيام، فإما أن تنضم إلى المعسكر العربي الذي التزم بمحاربة حازمة للإرهاب في قمم الرياض، أثناء زيارة ترامب للسعودية، أو أن ترتمي الدوحة أكثر في حضن إيران. لكن الشيء المؤكد هو أن اللعب على الحبلين ما عاد ممكنا أمام قطر.