جاء إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية، الخميس، عن تعرض ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال، لقذائف أر بي جي، أثناء عبورها مضيق باب المندب، بمثابة تأكيد جديد على ما يفعله الحوثيون وأنصارهم بمياه المضيق، وما يضمرونه لتلك المنطقة الاستراتيجية من أهداف.

وبينما لم تصب القذائف أحدا، والناقلة نجحت في العبور بسلام إلى البحر الأحمر. إلا أن تبعات الحادث لن تنته إلى هذا الحد.

فقد أكد بيان التحالف إجراء متابعة دقيقة للحادث، محذرا من عواقب استمرار ميليشيات الحوثي بأنشطة تهريب الأسلحة والذخائر، على أمن الملاحة العالمية.

وهي ليست المرة الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، التي يتم فيها إثبات تورط الحوثيين وأنصارهم بهجمات في مياه المضيق الاستراتيجي.

فقبل أقل من شهرين، حذر المكتب الأميركي للمخابرات البحرية السفن التجارية، التي تمر على المضيق من أخطار ألغام، قال التقرير الأميركي إن ميليشيات الحوثي وأنصارهم زرعوها في المضيق قرب ميناء المخا.

وفي تقرير آخر أكدت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية استمرار الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، الذي اتخذ منحى جديدا بمساعدتهم على إنتاج القوارب المسيرة عن بعد.

الحوثيون.. تهديد للملاحة الدولية

ووفق التقارير الأميركية، فقد أشرفت إيران على تطوير هذه القوارب لمهاجمة السفن، لتتناسب مع الحوثيين، الذين لا يرغبون في الانتحار لتغدو زوارقهم هي الانتحارية.

وحذرت التقارير الأميركية من عواقب ومخاطر حصول منظمات، وليس دولا، على قدرات بحرية عالية، الأمر الكفيل بتهديد أمن الملاحة العالمية، وليس اليمن وحده.

فعبر المضيق يعبر أكثر من 4 ملايين برميل نفط يوميا، مما يجعله بالتأكيد واحدا من أكثر الممرات البحرية استراتيجية وأهمية في العالم. ما يعني أيضا أن التحكم به يعني التحكم بسوق النفط.

من جهة أخرى تسعى إيران لتحويل المضيق إلى ممر لتهريب الأسلحة والذخائر والمعونات إلى الميليشيات التي تدعمها على الأراضي اليمنية.

والأدلة على ذلك كثيرة، توثقها صور سفن وبوارج وزوراق، تم ضبطها والكشف عن محتوياتها.