جلس مفاوضو الحكومة السورية والمعارضة وجها لوجه الخميس في محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة للمرة الأولى في ثلاث سنوات للاستماع إلى وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي ناشدهم إيجاد سبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو ست سنوات.

وأبلغ دي ميستورا الوفود "أطلب منكم أن تعملوا معا. أعرف أنه لن يكون من السهل إنهاء هذا الصراع المروع وإرساء الأساس لبلد في سلام مع نفسه وموحد وذي سيادة."

وأكد دي ميستورا للصحفيين بعد الجلسة الافتتاحية أنه سيعقد اجتماعات ثنائية يوم الجمعة لتوضيح الإجراءات الخاصة بمحادثات السلام وللخروج بخطة عمل وإنه يتطلع لجمع الوفدين معا لإجراء محادثات مباشرة لكن هناك حاجة للمزيد من العمل قبل أن يتسنى تحقيق ذلك.

دي ميستورا يتحدث العربية

وقال دي ميستورا إن على الجانبين مسؤولية مشتركة لإنهاء الصراع الذي قتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص وشرد الملايين.

وأضاف قائلا "الشعب السوري كله يتوق إلى نهاية لهذا الصراع وكلكم تعرفون هذا.

"إنهم ينتظرون الإغاثة من معاناتهم ويحلمون بطريق جديد للخروج من هذا الكابوس إلى مستقبل جديد وطبيعي يعيشون فيه بكرامة."

ووصف دي ميستورا المفاوضات بأنها مهمة مضنية وقال إنها ستتركز على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 الذي يدعو إلى دستور جديد وانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وحكم يتسم بالشفافية والخضوع للمحاسبة.

وأضاف أن وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه روسيا وتركيا وإيران أتاح فرصة.

وقال "هذه الجهود حفزت العملية ... كي نعرف ما إذا كان هناك طريق سياسي للمضي قدما ولا نريد أن نضَيع هذه الفرصة."

انطلاق محادثات جنيف 4

من جهته، قال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية إن المحادثات يجب أن تركز أولا على الانتقال السياسي وهو أمر قال إن الطرف الحكومي لا يريده.

وقال الحريري للصحفيين "السيد ستافان في الدعوة التي أرسلها لوفد الهيئة العليا للمفاوضات.. كانت الأجندة واضحة وهي الانتقال السياسي... ليس لدي شك بأن المبعوث الدولي يبحث عن النجاح في هذا الملف وهو يسعى بالفعل إلى الوصول إلى الحل السياسي العادل.

"لذلك إذا كان جادا بالفعل للوصول إلى هذه النتيجة عليه أن يلتزم بالمقدمات التي تؤدي إلى هذه النتيجة. لذلك .. اليوم الموضوع الأول المطروح على الطاولة ... لا بد من الانتهاء من العقبة الأساسية التي تواجهنا منذ ست سنوات وهي الانتقال السياسي الحقيقي الذي يرضي الشعب السوري."

كن أليكسي بورودافكين مبعوث روسيا إلى الأمم المتحدة في جنيف قال إن مطالب المعارضة المسلحة وداعميها من الغرب والدول العربية بتنحي الأسد هي مطالب "عبثية".

وانتقد الحريري دور إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها والتي تشكل مع روسيا الحلفاء الأساسيين للأسد.

وأشار الحريري إلى أن إيران هي العقبة الرئيسية أمام أي اتفاق سياسي متهما طهران بالمسؤولية عن انتهاكات لوقف إطلاق النار.

وقال دي ميستورا إن أكبر تحد هو غياب الثقة.

وتابع قائلا "نعلم جميعا ماذا سيحدث إذا فشلنا مجددا.. المزيد من القتلى والمزيد من المعاناة والمزيد من الإرهاب والمزيد من اللاجئين."

أهم بنود القرار 2254