تشهد الساحة السورية تراشق اتهامات بين تركيا وإيران، في ظل صمت روسي. وتداخلت أوراق اللعبة السورية بعد الهدنة التي أعلنتها موسكو وأنقرة، بين من يرى أن الاتفاق يقلص نفوذ إيران، ومن يرى بأنه أجج صراعا خفيا بين موسكو وطهران.

فرد إيران جاء سريعا، على اتهامات أنقرة لها، بخرق الهدنة الصامدة، التي ترعاها مع اللاعب الروسي في سوريا، إذ اعتبرت  طهران تصريحات المسؤولين الأتراك، عائقا في طريق الحل السلمي.

وفي معرض ردها على مطالب أنقرة لها بمغادرة مليشيات حزب الله اللبناني الأراضي السورية، لتهديد وجودها صمود الهدنة ومصير مباحثات أستانة،  قدمت إيران  "درسا" في احترام سيادة الغير... لا يمكن أن يستسيغه في كل الأحوال، كل عارف بتاريخها، المتسم بانتهاك سيادة الغير، فقد اعتبرت وجود مليشياتها الطائفية في سوريا، أمرا شرعيا ومرحبا به، من قبل الحكومة السورية.

بالمقابل رأت طهران في وصول الأتراك إلى العمق السوري، خرقا للقانون الدولي، واحتلالا، لأنه جرى على حد قولها، دون إذن من دمشق، وطالب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، ضمنيا أنقرة، بسحب قواتها من سوريا، بقوله إن من عليه أن يغادر سوريا، هو من دخلها من دون إذن، ومن دون تنسيق مع الدولة.

إيران تحذر تركيا من تعقيد الوضع

وهكذا وبحسب مراقبين، ترفض إيران ، جملة وتفصيلا، ما تعتبره مناورة من الأتراك بورقة مغادرة مليشياتها الطائفية، على رأسها، بيدقها الأهم حزب الله اللبناني، الأراضي السورية مقابل طاولة أستانة، وتصف أي حديث عن انسحاب حزب الله اللبناني من سوريا، دعاية من الأعداء.

فيتنفس الحزب الصعداء، بعد حديث عن تخوفه من احتمالات صفقة قد تطيح بنفوذه في سوريا، خصوصا بعد الترحيب الإيراني بالاتفاق الروسي التركي الأخير لوقف إطلاق النار.

بيد أن الموقف الإيراني بشأن بقاء حزب الله في سوريا، لا يهدف فقط حسب مراقبين إلى طمأنة الحزب، بل يسعى أيضا إلى تقوية أوراق طهران داخل أي تسوية مقبلة، وتذكير اللاعب الروسي تحديدا، بصلابة الأوراق التي تملكها داخل سوريا.

ويبدو أن تلك الأوراق يجري التنسيق لتعزيزها أكثر، بعد هذا اللقاء الذي جمع بين فالح فياض رئيس مليشيات الحشد الشعبي التي تأتمر بأوامر إيران نفسها، والرئيس السوري بشار الأسد وجرى الحديث خلاله على تنسيق ملح.

نابالم في بردى