حقق الجيش السوري مكاسب جديدة في حربه التي يشنها بمساعدة حلفائه، من أجل انتزاع مناطق في حلب من قبضة المعارضة المسلحة.

وتقدمت القوات السورية في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب القديمة، الأحد، ليتوغل أكثر في عمق مناطق المعارضة بالمدينة في هجوم بلاهوادة، بغية السيطرة على كافة المناطق الشرقية المحاصرة، معقل المعارضة.

وقال المسؤول البارز في المعارضة زكريا ملاحفجي لـ"رويترز"، إن جماعات المعارضة المسلحة في حلب أبلغت الولايات المتحدة إنها لن تنسحب من المنطقة المحاصرة بالمدينة، بعد أن دعت روسيا لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحابهم.

وتابع ملاحفجي: "لا يمكن أن نترك بيتنا للأفغاني والعراقي وإلى آخره. هذه أحياؤنا وهذه بيوتنا وهذه مدينتنا ونحن صامدون".

لكن في مواجهة قصف بلا هوادة وهجمات برية قد لا يكون أمام مقاتلي المعارضة في نهاية المطاف أي خيار سوى التفاوض على الانسحاب من شرق حلب، حيث يعتقد أن هناك عشرات آلاف المدنيين.

وقال مسؤول في المعارضة إن تحقيق الجيش مكاسب جديدة، قد يجبر مسلحي المعارضة على الانسحاب إلى الركن الجنوبي الغربي من منطقتهم.

وأضاف المسؤول: "ستكون مناطق حلب القديمة مهددة بدرجة كبيرة. إنها سياسة الأرض المحروقة".

وخلال الأسابيع الأخيرة فقط أفادت تقارير بمقتل المئات في حلب، في واحدة من أشرس حملات الحرب التي تقترب من إتمام عامها السادس في سوريا.

مساع عربية لبحث الوضع المتدهور بحلب

مساع سياسية جديدة

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن، الاثنين، على مشروع قرار يطالب بهدنة مبدئية لمدة 7 أيام في حلب، يمكن تجديدها بعد ذلك، لكن لم يتضح ما إذا كانت روسيا التي تتمتع بحق النقض ستستخدم الفيتو لمنع صدور القرار.

ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على الاقتراح الذي طرحه وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف السبت، لإجراء محادثات بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة "دون استثناء" من حلب.

وقالت قوات المعارضة إن الروس تراجعوا عن اقتراحات جرى الاتفاق عليها في محادثات مع جماعات المعارضة الموجودة في تركيا، كان من شأنها مغادرة المقاتلين المتشددين من المدينة ووقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية.

مصدر عسكري: معركة حلب تنتهي خلال أسابيع

وتعهد الجيش السوري بسحق المعارضة المسلحة في حلب، وأشار مصدر عسكري إلى أن الإطار الزمني للسيطرة على كامل حلب "أسابيع".

مقتل طيارين سوريين شرق حلب

وقال إن الجيش السوري سيواصل تنفيذ العمليات لحين القضاء على "الإرهابيين" والسيطرة الكاملة على الأحياء الشرقية من حلب.

وتقدر الأمم المتحدة أن المعارك الأخيرة أدت إلى نزوح نحو 30 ألف شخص من حلب إلى مناطق قريبة، فيما قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن ما يزيد على 100 ألف شخص ربما لا يزالوا في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب.

وانخفضت إمدادات الغذاء والوقود إلى درجة حرجة في شرق حلب، حيث تعرضت المستشفيات مرارا للقصف مما أخرجها من الخدمة.