تعهدت المملكة الأردنية الهاشمية، بفضل تمويل دولي، بتوفير مكان لكل الأطفال اللاجئين في مدارسه، بداية من هذا الأسبوع من خلال إضافة فترات مسائية أخرى وتوظيف آلاف المدرسين.

وتشير التقارير إلى وجود أكثر من 90 ألف طفل سوري لاجئ في الأردن، لم يتمكن معظمهم من الذهاب إلى المدرسة العام الماضي، إلى جانب مئات الآلاف من البلدان المجاورة التي تستضيف لاجئين، ما أثار القلق بشأن "ضياع جيل" جراء الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات.

بالنسبة لكثير من الأطفال، قد تكون هذه فرصتهم الأخيرة، بحسب روبرت جنكينز، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الأردن.

يقول جنكينز "عند نقطة معينة، يصبح الأمر مستحيلا بالنسبة لطفل أن يدرك إمكاناته، إذا ظلوا خارج المدرسة تلك الفترة الطويلة".

وأضاف أن برنامج العودة إلى المدرسة "ليس له تأثير عظيم على الأطفال بمفردهم فقط، لكن على السكان بشكل مجمل وعلى الأردن كله وعلى إعادة بناء سوريا المحتمل في المستقبل".

التعهد بالتعليم للجميع، جزء من اتفاق أوسع حقق مطلع هذا العام في مؤتمر حول مساعدة سوريا في لندن.

وتعهد الأردن بمنح اللاجئين وصول قانوني للعمل والتعليم، فضلا عن الابقاء عليهم في المنطقة وعدم تشجيعهم على الهجرة إلى أوروبا.

وفي المقابل، تعهدت الدول المناحة بمئات الملايين من الدولارات على سبيل المساعدة، وتمويل ميسر والمزايا التجارية في مقابل أعباء اللاجئين وتعزيز الاقتصاد الأردني المتعثر.

إلى الآن هناك تباطؤ في تدفق المساعدات.

وقال وزير التعليم الأردني، محمد الذنيبات، إنهم بحاجة إلى مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية من أجل تعليم الأطفال اللاجئين وتخفيف الاكتظاظ الحالي.

وتدفع هذه الأموال لمضاعفة عدد المدارس التي تعمل فترتين إلى 200 مدرسة وبناء 500 صف دراسي آخر، وتوظيف خمسة آلاف مدرس وبناء 300 مدرسة جديدة.

وتلقى الأردن نحو 80 مليون دولار إلى الآن هذا العام، بما يكفي لفتح المدارس أمام الجميع، لكنه ليس كافيا لإبقاء البرنامج يستمر للعام كله، بحسب الذنيبات.

وقال الوزير في مقابلة لفرانس برس "لا يمكن أن نقوم بذلك إلا إذا حصلنا على منح من المانحين والمنظمات الدولية التي ألزمت نفسها بأنها سوف تدفع".

وفر ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر منذ 2011.

يستضيف الأردن نحو 660 ألف لاجئ مسجل، رغم أن العدد الإجمالي للسوريين الذين يعيشون هناك نحو ضعف هذا العدد، بحسب إحصاء العام الماضي.

ويعيش أكثر من 80 في المائة من اللاجئين المسجلين في البلدات والمدن الأردنية، فيما يقيم البقية في ثلاثة مخيمات حيث تم تأسيس مدارس.

وفي العام الدراسي الفائت، سجل نحو 145 ألف طفل لاجئ في المدارس الأردنية، فيما يقدر أن هناك 91 ألف لم يذهبوا إلى المدارس، بحسب اليونيسف.

عمالة الأطفال

يقول مسؤولو مساعدات إن المزيد من الأطفال يذهبون للعمل وتتزوج المزيد من الفتيات الصغيرات، لتخفيف الأعباء المالية عن عائلاتهم مع استمرار الحرب ونفاد مدخرات اللاجئين.

بشكل مجمل، تضاعفت عمالة الأطفال خلال العقد الماضي، حيث يشكل اللاجئون جزءأ كبيرا، بحسب تقرير حكومي حديث يقول أيضا إن هناك أكثر من نصف الأطفال السوريين بين عمر 15 و17 سنة خارج المدارس.

وتحاول اليونيسف تشجيع كل الأطفال الذين هم في عمر الدراسة على العودة إلى دراستهم.

وقال جنكينز إن الخطة لهذا العام الدراسي هي خلق مساحة لـ50 ألف طفل آخر وتسجيل 25 ألف آخرين- هؤلاء بقوا خارج المدرسة لثلاث سنوات على الأقل- في برامج اللحاق.