صدرت، الثلاثاء، إشارات إيجابية جديدة عن الحراك على خط أنقرة طهران موسكو، إذ نقلت وكالة أنباء روسية عن مسؤول إيراني أن طهران وأنقرة باتتا على وشك التوصل لتفاهم مشترك بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

ونشرت وكالة "سبوتنيك" الروسية تصريحات لمستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، بالتزامن مع وصول نائب وزير خارجية إيران، حسين جابري أنصاري، إلى العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء.

وقال عبداللهيان للوكالة الروسية إن العلاقات بين طهران وأنقرة استراتيجية ويمكن وصف التعاون بين الجانبين بالاستراتيجية أيضا رغم بعض الخلافات، ولعل أبرز هذه التباينات الأزمة السورية المستمرة منذ مارس 2011.

وتدعم طهران الأسد وتنشر في سوريا ميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية وأفغانية مذهبية، في حين تساند أنقرة فصائل من المعارضة المسلحة وكانت تصر على ضرورة رحيل الأسد قبل البحث عن أي حل للنزاع.

إلا أن الخطاب التركي بشأن الأسد بدأ في الأسابيع الأخيرة يأخذ منعطفا جديدا بناء على معطيات وتطورات عدة، أبرزها الانقلاب الفاشل وتمدد الأكراد على حدودها، والتقارب مع روسيا التي تدعم بدورها الرئيس السوري.

الأسد رفض قيادة الحرب من إيران

وقبل أيام قليلة، ألمح رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، في حديث مع صحفيين، إلى أن أنقرة مستعدة للقبول بدور للأسد في المرحلة الانتقالية، التي نص عليها قرار مجلس الأمن الأخير بشأن سوريا.

وكان العامل الكردي واضحا في تصريحات الرجل، وذلك حين قال، في معرض رده على الغارات السورية على مواقع وحدات حماية الشعب في الحسكة، إن دمشق فهمت أن الأكراد باتوا يشكلون "تهديدا لسوريا أيضا".

والهواجس المشتركة بشأن دعم الحراك الكردي في سوريا حراك الأكراد في تركيا وإيران، دفع البلدان على ما يبدو إلى تقديم تنازلات بهدف الوصول إلى أرضية مشتركة لحل النزاع في سوريا، وقطع الطريق على الأكراد.

وعبداللهيان أشاد في تصريحاته للوكالة الروسية بدور تركيا في مكافحة الإرهاب في سوريا، علما بأن أنقرة، بالإضافة إلى تقديم الدعم لفصائل من المعارضة، دأبت على ضرب مواقع تنظيم داعش والأكراد في سوريا.

وفي حين لم يحدد عبداللهيان إن كان يقصد في معرض إشادته بدور أنقرة في "التصدي للإرهاب"، ضرب الأكراد أو داعش، كشف أن البلدين بذلا جهودا جبارة على صعيد إزالة التباينات بينهما حول مصير الرئيس السوري.

ورغم أنه لم يكشف طبيعة التنازلات المقدمة من الطرفين، فإن المعطيات تشير إلى أن الحل الوسط يتمثل ببقاء الأسد خلال مرحلة انتقالية، على أن تتقاسم تركيا وإيران تحت وصاية الراعي الروسي الكعكة السورية.

ويبدو أن البلدين يعملان على وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وهو ما يظهر جليا في زيارة أنصاري إلى أنقرة، التي جاءت بعد أيام قليلة على عقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سلسلة لقاءات في تركيا.

أكراد سوريا.. ورقة يلعب بها الجميع