للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من 5 سنوات، شنّت طائرات الجيش السوري غارات على مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في محافظة الحسكة شمالي سوريا.

ولطالما ساد الصمت جبهات التماس بين القوات الكردية والقوات الحكومية السورية سواء في محافظة الحسكة التي تخضع بشكل شبه كامل للأكراد، أو في حي الشيخ مقصود في حلب، أو في عفرين في أقصى شمال غرب سوريا.

ويسعى الأكراد، الذين يقاتلون داعش تحت اسم "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الغرب، إلى إقامة إقليم فيدرالي بحكم ذاتي على طول الحدود السورية الشمالية، وهو الأمر الذي جددت دمشق رفضه في أكثر من مرة، رغم أنها لم تواجهه عسكريا بأي شكل من الأشكال.

وقد تمكنت القوات الكردية من طرد التنظيم المتطرف من معاقلها في شمال شرقي البلاد، وخاضت معارك شرسة مع مسلحي داعش في كوباني وتل أبيض والشدادي وأخيرا في منبج وسيطرت على مساحات واسعة شمالي سوريا دون أي تدخل من الجيش السوري.

إلا أن غارات الجيش السوري على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، يوم الخميس، كسرت السكون بين الطرفين، وجاءت في وقت يحرز فيه الأكراد تقدما ميدانيا تلو الآخر في شمال سوريا، مستغلين انهيار سيطرة حكومة دمشق على تلك المناطق.

وردّت الوحدات الكردية على تلك الغارات في بيان قالت فيه إنها "لن تصمت" على تلك الهجمات التي وصفتها بأنها "اعتداء سافر".

وقال المتحدث باسم الوحدات الكردية، ريدور خليل، إن الضربات الجوية ضربت مناطق كردية مدنية في معظمها، بالإضافة إلى مواقع لقوات الأمن الداخلي الكردية المعروفة باسم الأسايش. مشيرا إلى أنها خلّفت عددا من القتلى والجرحى.

وهددت وحدات حماية الشعب الكردية في بيانها بالرد على تلك الهجمات قائلة "نحن في وحدات حماية الشعب لن نصمت على تلك الهجمات الهمجية السافرة ضد شعبنا وسنقف بحزم لحمايته. كل يد ملطخة بدماء شعبنا ستحاسب على ذلك بكل الوسائل المتاحة والممكنة".

وكان التوتر قد تصاعد منذ يوم الثلاثاء بين قوات موالية للحكومة وجماعات كردية في الحسكة، مما أدى لاشتباكات هي الأعنف بين الطرفين منذ قتال استمر بضعة أيام في أبريل الماضي في مدينة القامشلي.