يسعى كل من تنظيم "داعش" وتنظيم ما يسمى بـ"القاعدة في المغرب الإسلامي"، لفرض سيطرة أوسع على تيار الإرهاب الذي يهدد الجزائر، وليكون التنظيم المسيطر في البلاد.

واستطاع داعش استغلال انشقاقات بين فصائل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وبعد إطلاق حملة اغتيالات وهجمات تفجيرية لاستهداف القوات الأمنية الجزائرية، ليثبت وجوده في ظل الضغوط عليه في العراق وسوريا وفرار بعض عناصره من شمال إفريقيا.

ويهدد توسع داعش وسط عناصر الإرهاب شمالي الجزائر هيمنة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي لا يزال يفرض سلطته في عدد من المحافظات.

وتجاور الجزائر بلادا ينشط فيها التنظيم من تونس ومالي إلى ليبيا، وقد نشر الجيش الجزائري قواته على الحدود الشرقية لمواجهة تسلل عناصر التنظيم.

ولم ينته طموح داعش داخل الحدود الجزائرية فحسب، بل أخذ نفوذه يتزايد ويتوسع، وراح يسلب من القاعدة أتباعها في دول الساحل والصحراء الواقعة على الحدود الجنوبية للجزائر، مثل مالي، التي شهدت نشاطا واسعا للقاعدة في السنوات الماضية.

وقامت فصائل كبيرة بإعلان بيعتها لتنظيم داعش، مثل حركة أنصار الدين في مالي التي يتزعمها إياد إغ غالي، الذي أعلن بيعته لتنظيم داعش، إضافة إلى إعلان مجموعات وأفراد كانوا تابعين للقاعدة بيعتهم لداعش عبر تسجيلات فيديو أطلقوها عبر الإنترنت.

بيد أن محللين في المنطقة، قارنوا بين عمل التنظيمين في المنطقة، رأوا أن القاعدة أصبحت هشة وضعيفة ومفككة، بعد أن أعلنت عدة مجموعات الاستقلال عنها، والظهور بأسماء جديدة، تخالف الاسم الذي عرف به التنظيم منذ انطلاقه في دول الساحل والصحراء.

وهو ما يعد كسبا لتنظيم داعش الذي أخذ يتزايد ويتكاثر، لعدة أسباب، أهمها هزائمه المتوالية في العراق وسوريا وفي تونس، وهو ما حمل التنظيم إلى محاولة صناعة وجود آخر له في إفريقيا، خاصة بعد مبايعته من قبل جماعة بوكو حرام الناشطة في غرب إفريقيا.

وعلى الأرض، انقسم نشاط الجماعتين، حيث توجهت القاعدة في وقت مبكر إلى كسب المال عبر تهريب المخدرات والمهاجرين، واختطاف رهائن غربيين، فيما يسعى داعش إلى محاولة تهريب أسلحة متطورة تمكنه من بسط سيطرته ونفوذه في المنطقة، أسوة بما قام به في العراق وسوريا، ومن خلال تجربة بوكو حرام في نيجيريا.

وتتشارك الجزائر حدودا مع دول مضطربة أمنيا، ما يجعلها وجهة تلقائية للجماعات المسلحة أو أنشطة التهريب، حيث تبلغ الحدود الجنوبية مع مالي حوالي 1300 كيلومتر، وهي الحدود الأطول والأصعب في التحكم.

وتبلغ الحدود الجزائرية مع تونس التي تعاني أيضا من الجماعات الإرهابية المسلحة نحو 965 كيلومترا مربعا، بينما تتشارك مع ليبيا الغارقة في الفوضى الأمنية 982 كيلومترا مربعا.