مع دخول طلائع ميليشيات الحشد الشعبي إلى مدينة الفلوجة في إطار عملية عسكرية واسعة عنوانها استعادة المدينة من داعش، تتصاعد المخاوف من عمليات انتقامية ضد أهالي الفلوجة من جانب الميليشيات التي ارتكبت أعمال قتل وتدمير ونهب في تكريت العام الماضي.

وتمثل ميليشيات الحشد الشعبي، لونا طائفيا واحدا وتتبع أحزابا موالية لإيران، وهو ما يجعلها ميليشيات عقائدية وسياسية وليست "وطنية" مثل مؤسسة الجيش.

وبما أنه لا يوجد دخان من دون نار، فهناك مؤشرات على روح طائفية تسود العمليات، فقد انتشرت مقاطع فيديو تحريضية ضد الفلوجة، أبطالها قادة كبار في ميليشيا الحشد الشعبي، من بينها ما قاله قائد سراي أبو الفضل العباس التابع للحشد حين وصف الفلوجة بأنها "ورم سرطاني في جسد العراق يجب استئصاله".

وأثار ظهور رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في غرفة عمليات الفلوجة، كثير من الريبة، فالرجل معروف بمواقفه العدائية ضد المكونات السنية.

وبينما تطالب جهات دولية بتوخي الحذر بسبب اختلاط وجود المدنيين مع مسلحي داعش في المدينة، طالب المالكي بزيادة زخم العمليات العسكرية
والهجمات لحسم معركة الفلوجة.

ويقول مفتي الديار العراقية رافع الرافعي لسكاي نيوز عربية إن المشهد في الفلوجة سيكون أسوأ بكثير من تكريت وديالى، قائلا إن "قادة الحشد تعهدوا
بمحو المدينة من الخريطة".

ولفت إلى أن "تجمع كافة فصائل الميليشيات الطائفية لم يحدث إلا في عملية الفلوجة التي تمثل المكون السني".

وقال إنه إذا دخلت الميليشيات الفلوجة "فسيكون انتقامهم أكبر ألف مرة من انتقام داعش".

الرفاعي: انتهاكات الحشد ستتكرر

وتقع الفلوجة على بعد 50 كيلومترا من بغداد، وكانت المدينة الأولى التي تقع في أيدي "داعش" في يناير 2014.

وأشارت مصادر عراقية إلى وجود عناصر إيرانية من بينها القيادي بالحرس الثوري الإيراني قائد فليق القدس، قاسم سليماني، ومشاركته عسكريا في
غرفة عمليات ميليشيات الحشد للتخطيط لمعركة الفلوجة.