استبق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اجتماعه مع وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة البحرينية المنامة، بانتقاد إيران في محاولة لكسر الجليد الناجم عن السياسة الأميركية في المنطقة.

وحرص الوزير الأميركي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في المنامة الخميس، على التنديد "بالأعمال المزعزعة للاستقرار" في المنطقة التي يقف وراءها النظام الإيراني.

وسعى كيري، الذي اعتبر أيضا أن إرسال إيران أسلحة عبر الخليج لإذكاء الحرب في اليمن "أمرا غير بناء"، إلى محاولة استرضاء الدول الخليجية، بعد أن كانت واشنطن قد تغاضت عن انتهاكات طهران بذريعة الاتفاق النووي.

وبعد إبرام الاتفاق النووي بين مجموعة الخمسة زائد واحد وطهران، الذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، تمادت إيران في التدخل بشؤون المنطقة، لاسيما في اليمن وسوريا والعراق، عبر مجموعة من الميليشيات المحلية.

وعمدت الدول الخليجية إلى التصدي لتدخلات إيران ودعمها للميليشيات المرتبطة بها على غرار جماعة حزب الله الإرهابية، وردت بالطرق الدبلوماسية على تجاوزاتها التي وصلت إلى حد اقتحام السفارة السعودية بطهران والقنصلية في مشهد.

أما الولايات المتحدة فقد عمدت إلى غض الطرف عن استمرار إيران بتأجيج العنف والفوضى في المنطقة، واكتفت بإطلاق التحذيرات وفرض عقوبات مخففة إزاء مواصلة طهران التجارب الباليسيتة التي تنتهك قرارات مجلس الأمن.

ويبدو أن سياسات دول الخليج التي أظهرت حزما في التصدي لتدخلات إيران ومكافحة الجماعات المتشددة كداعش، سواء عبر تحالف عاصفة الحزم في اليمن والتحالف الإسلامي الموسع ضد الإرهاب، وضعت واشنطن أمام مهمة تفادي إغضاب الخليج.

ومعالجة الملفات الشائكة الناجمة عن سياسة إيران، وأبرزها الأزمة اليمنية والحرب السورية المستمرة منذ مارس 2011، تعد أحد أبرز البنود على جدول أعمال كيري خلال لقائه بوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي.

وسيبحث اللقاء "الجهود التي تبذل لتسوية الصراعات الدائرة في سوريا واليمن والعراق وليبيا ومكافحة الإرهاب بتنظيماته كافة"، بالإضافة للتحضير للقمة الخليجية الأميركية بالرياض في أبريل، حسب الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف بن راشد الزياني.