بدأت قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية بالحشد العسكري في محيط سد تشرين بهدف التقدم إلى مدينة منبج بريف حلب الشرقي. ويرمي هذا التحرك إلى قطع خط الإمداد الأخير لداعش الذي يصل ريفي حلب بالرقة.

قصفت طائرات التحالف الدولي بشدة مناطق عدة بين مدينة منبج، التي لا تزال بقبضة داعش، وسد تشرين، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

وهذه القوات تصعد، حشدها العسكري في محيط سد تشرين مستعدة للتقدم لشن عمليات ضد داعش على الشريط الحدودي التركي-السوري في منبج والباب وجرابلس، وفق تقارير ميدانية.

أما تنظيم داعش، فيكثف حملاته في المدينة لحث الأهالي على التطوع في صفوفه، مستغلاً اتهامات وجهت لوحدات الشعب الكردي، المكون الأبرز لقوات سوريا الديمقراطية، بتهجير المواطنين العرب شرق الفرات، بعد عملية تحرير جنوب كوباني.

التحرك المرتقب لقوات سوريا الديمقراطية من شأنه قطع طريق الإمداد المتبقي لمسلحي داعش، الذي يصل ريفي حلب الشمالي والشرقي في الرقة. لكن يرجح أن تتجنب القوات هذا السيناريو، وتسلك الطريق المحاذي للنهر شمالا إلى جرابلس، لتبقي طريقا للتنظيم ينسحب منه إلى الرقة.

فحصاره بدون فتح طريق له للانسحاب يعني عسكرياً دفعه للتمترس، الأمر الذي سيكلف قوات سوريا الديمقراطية خسائر بشرية كبيرة.

هذه التطورات الميدانية، على وقع التنسيق الروسي الأميركي، ستدفن الحلم التركي بإقامة منطقة آمنة، على الحدود السورية التركية، تمتد على طول مئة كيلومتر غرب الفرات في جرابلس ومنبج وصولاً إلى أعزاز.

ويبدو أن تركيا، المتضرر الأكبر من تغير موازين القوى في هذه المنطقة، بدأت تتلقف الرسائل الأميركية الروسية للانتظام في التسوية التي وضع الرئيسان الأميركي والروسي خطوطها العريضة.

وترجمت ذلك، بتلبية مطلب موسكو باعتقال قاتل طيارها، في ما قد يكون مؤشراً على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتنع بمدى صعوبة القتال على الجبهة الأميركية الروسية. فاختار التعاون واعتناق سياسة التقليل من الخسائر، وسط تقارير عن تقديم الولايات المتحدة ضمانات لأنقرة بعدم وصول قوات سوريا الديمقراطية إلى أعزاز.